115

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Daabacaha

الدار القومية للطباعة والنشر

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

وإنما خَصَّ الشَّوْلَ دون غيرِها لأنّه أراد أنهما خفيفةُ البطون فلا تَقْوَى محل الَبرْد وليست كالمخَاض؛ لأن المخَاض ممتلِئة، فهي أَصَبرُ على القُرّ. ومِثلُ هذا قولُ الآخر (١):
وَخيِرًا (٢) إذا ما الرِّيحُ ضَمَّ شَفِيفُها ... إلى الشَّوْل في دِفءِ الكَنيفِ المَتالِيا
أراد إذا ضَمَّ شَفِيفُها المَتالىَ إلى الشَّوْل؛ لأن الشَّوْل لا تَصْبِر على القُرّ. والشَّوْلُ خفيفةُ البُطون، فهي أسرَعُ إلى الكَنِيف. والكَنِيف: الحَظِيرة. يقول: هُمْ في هذا الوَقْتِ يَنْحَرون ويُطعِمون.
وقال ماشِيهِمُ: سِيّانِ سَيْرُكمُ ... وأنْ تُقِيموا به واغْبرّت السُّوحُ
ماشِيهِم: صاحبُ الماشية منهم. يقول: مُقامُكْم وسيرُكم سواء، والأرضُ كلُّها جَدْب، إن شئتم فأقيموا، وإن شئتم فسِيروا. وسِيّانِ: مِثْلان. وأنشدنا لزهير:
* وسِيّانِ الكَفالَةُ والتَّلاء (٣) *
والسُّوح: جماعة الساحة. ويقال قارَةٌ وَقُور، ودارةٌ ودُور، وعانَةٌ وعُون.
قال أبو سعيد: وسمعتُ حَبْرَ (٤) بنَ صُمَيْل يقول: هاجَتَ ريحٌ بالمدنية فاغْبرّت منها السُّوح.

(١) هو ذو الرمة؛ وهذا البيت من قصيدة يمدح فيها أبا عمرو بلال بن عامر.
(٢) في الأصل: "وحبوا"؛ وهو تحريف. والخير: الكرم. والشفيف: شدّة لذع البرد.
والمتالى من النياق: التي تتلوها أولادها.
(٣) التلاء: الذمة والجوار. وصدر هذا البيت:
* جوار شاهد عدل عليكم *
(٤) كذا ورد هذا اللفظ في الأصل مهمل الحروف من النقط. والذى في شرح السكري "ابن جبر" ولم يرد فيه قوله: "ابن صميل" ولم نجد حبر بن صميل هذا ولا ابن جبر الذي يروى عنه الأصمعي فيما راجعناه من معجمات الأعلام.

1 / 107