البحر : طويل
وإني لتعروني لذكراك رعدة
لها بين جسمي والعظام دبيب
وما هو إلا أن أراها فجاءة
فأبهت حتى ما أكاد أجيب
وأصرف عن رأيي الذي كنت أرتئي
وأنسى الذي حدثت ثم تغيب
ويظهر قلبي عذرها ويعينها
علي فما لي في الفؤاد نصيب
وقد علمت نفسي مكان شفائها
قريبا وهل ما لا ينال قريب
حلفت بركب الراكعين لربهم
خشوعا وفوق الراكعين رقيب
لئن كان برد الماء عطشان صاديا
إلي حبيبا ، إنها لحبيب
وقلت لعراف اليمامة داوني
فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من سقم ولا طيف جنة
ولكن عمي الحميري كذوب
عشية لا عفراء دان ضرارها
فترجى ولا عفراء منك قريب
Bogga 1
فلست برائي الشمس إلا ذكرتها
وآل إلي من هواك نصيب
ولا تذكر الأهواء إلا ذكرتها
ولا البخل إلا قلت سوف تثيب
وآخر عهدي من عفيراء أنها
تدير بنانا كلهن خضيب
عشية لا أقضي لنفسي حاجة
ولم أدر إن نوديت كيف أجيب
عشية لا خلفي مكر ولا الهوى
أمامي ولا يهوى هواي غريب
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا
وما غقبتها في الرياح جنوب
فوا كبدا أمست رفاتا كأنما
يلذعها بالموقدات طبيب
بنا من جوى الأحزان في الصدر لوعة
تكاد لها نفس الشفيق تذوب
ولكنما أبقى حشاشة مقول
على ما به عود هناك صليب
وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
Bogga 2
البحر : طويل
وأحبس عنك النفس والنفس صبة
بذكراك والممشى إليك قريب
مخافة أن يسعى الوشاة بظنة
وأحرسكم أن يستريب مريب
Bogga 3
البحر : طويل
ألا لا تلوما ليس في اللوم راحة
فقد لمت نفسي مثل لوم قضيب
Bogga 4
البحر : طويل
وكم من كريم قد أضر به الهوى
فعوده ما لم يكن يتعود
Bogga 5
البحر : كامل تام
يا عفر إن الحي قد نقضوا
عهد الإله وحاولوا الغدرا
Bogga 6
البحر : بسيط تام
من كان من أخواتي باكيا أبدا
فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا
يسمعننيه فإني غير سامعه
إذا علوت رقاب القوم معروضا
Bogga 7
البحر : طويل
أمنصدع قلبي من البين كلما
ترنم هدال الحمام الهواتف
سجعن بلحن يصدع القلب شجوه
على غير علم بافتراق الألايف
ولو نلت منها ما يوازن بالقذى
شفى كل داء في فؤادي حالف
Bogga 8
البحر : وافر تام
أحقا يا حمامة بطن وج
بهذا النوح إنك تصدقينا
غلبتك بالبكاء لأن ليلي
أواصله وإنك تهجعينا
وإني إن بكيت حقا
وإنك في بكائك تكذبينا
فلست وإن بكيت أشد شوقا
ولكني أسر وتعلنينا
فنوحي يا حمامة بطن وج
فقد هيجت مشتاقا حزينا
Bogga 9
البحر : طويل
خليلي من عليا هلال بن عامر
بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني
ألم تحلفا بالله أني أخوكما
فلم تفعلا ما يفعل الأخوان
ولم تحلفا بالله قد عرفتما
بذي الشيح ربعا ثم لا تقفان
ولا تزهدا في الذخر عندي وأجملا
فإنكما بي اليوم مبتليان
ألم تعلما أن ليس بالمرح كله
أخ وصديق صالح فذراني
أفي كل يوم أنت رام بلادها
بعينين إنساناهما غرقان
وعيناي ما أوفيت نشزا فتنظرا
بمأقيهما إلا هما تكفان
ألا فاحملاني بارك الله فيكما
إلى حاضر الروحاء ثم ذراني
على جسرة الأصلاب ناجية السرى
تقطع عرض البيد بالوخذان
إذا جبن موماة عرضن لمثلها
جنادبها صرعى من الوخدان
Bogga 10
ولا تعذلاني في الغواني فإنني
أرى في الغواني غير ما تريان
إلما على العفراء أنكما غدا
ومن حليت عيني به ولساني
فيا واشيي عفرا دعاني ونظرة
تقر بها عيناي ثم دعاني
أغركما لا بارك الله فيكما
قميص وبردا يمنة زهوان
متى تكشفا عني القميص تبينا
بي الضر من عفراء يا فتيان
وتعترفا لحما قليلا وأعظما
دقاقا وقلبا دائم الخفقان
على كبدي من حب عفراء قرحة
وعيناي من وجد بها تكفان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة
وعفراء عني المعرض المتواني
أحب ابنة العذري حبا وإن نأت
ودانيت فيها غير ما متدان
إذا رام قلبي هجرها حال دونه
شفيعان من قلبي لها جدلان
Bogga 11
إذا قلت لا قالا : بلي ، ثم أصبحا
جمعيا على الرأي الذي يريان
فيا رب أنت المستعان على الذي
تحملت من عفراء منذ زمان
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى
من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي محب من حبيب لبانة
ويرعاهما ربي فلا يريان
أمامي هوى لا نوم دون لقائه
وخلفي هوى قد شفني وبراني
فمن يك لم يغرض فإني وناقتي
بحجر إلى أهل الحمى غرضان
تحن فتبدي ما بها من صبابة
وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
هوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى
وإني وإياها لمختلفان
هواي عراقي وتثني زمامها
لبرق إذا لاح النجوم يمان
هواي أمامي ليس خلفي معرج
وشوق قلوصي في الغدو يمان
Bogga 12
لعمري إني يوم بصرى وناقتي
لمختلفا الأهواء مصطحبان
فلو تركتني ناقتي من حنينها
وما بي من وجد إذا لكفاني
متى تجمعي شوقي وشوقك تفدحي
وما لك بالعبء الثقيل يدان
يا كبدينا من مخافة لوعة
الفراق ومن صرف النوى تجفان
وإذ نحن من أن تشحط الدار غربة
وإن شق البين للعصا وجلان
يقول لي الأصحاب إذ يعذلونني
أشوق عراقي وأنت يمان
وليس يمان للعراقي بصاحب
عسى في صروف الدهر يلتقيان
تحملت من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات يدان
كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة حكمه
وعراف حجر إن هما شفياني
Bogga 13
فقالا : نعم نشفي من الداء كله
وقاما مع العواد يبتدران
ودانيت فيها المعرض المتواني
ليستخبراني . قلت : منذ زمان
فما تركا من رقية يعلمانها
ولا شربة إلا وقد سقياني
فما شفا الداء الذي بي كله
وما ذخرا نصحا ، ولا ألواني
فقالا : شفاك الله ، والله ما لنا
بما ضمنت منك الضلوع يدان
فرحت من العراف تسقط عمتي
عن الرأس ما ألتاثها ببنان
معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة
وكان بدفتي نضوتي عدلاني
ألا أيها العراف هل أنت بائعي
مكانك يوما واحدا بمكاني ؟
ألست تراني ، لا رأيت ، وأمسكت
بسمعك روعات من الحدثان
فيا عم يا ذا الغدر لا زلت مبتلى
حليفا لهم لازم وهوان
Bogga 14
غدرت وكان الغدر منك سجية
فألزمت قلبي دائم الخفقان
وأورثتني غما وكربا وحسرة
وأورثت عيني دائم الهملان
فلا زلت ذا شوق إلى من هويته
وقلبك مقسوم بكل مكان
وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني
وعفراء يوم الحشر ملتقيان
وإنا على ما يزعم الناس بيننا
من الحب يا عفرا لمهتجران
تحدث أصحابي حديثا سمعته
ضحيا وأعناق المطي ثوان
فقلت لهم : كلا . وقالوا . جماعة
بلى ، والذي يدعى بكل مكان
ألا يا غرابي دمنة الدار بينا
أبا الصرم من عفراء تنتحبان ؟
فإن كان حقا ما تقولان فاذهبا
بلحمي إلى وكريكما فكلاني
إذن تحملا لحما قليلا وأعظما
دقاقا وقلبا دائم الخفقان
Bogga 15
كلاني أكلا لم ير الناس مثله
ولا تهضما جنبي وازدرداني
ولا يعلمن الناس ما كان ميتتي
ولا يطعمن الطير ما تذران
أناسية عفراء ذكري بعدما
تركت لها ذكرا بكل مكان
ألا لعن الله الوشاة وقولهم
فلانة أمست خلة لفلان
فويحكما يا واشيي أم هيثم
ففيم إلى من جئتما تشيان ؟
ألا أيها الواشي بعفراء عندنا
عدمتك من واش ألست تراني ؟
ألست ترى للحب كيف تخللت
عناجيجه جسمي ، وكيف براني ؟
لو أن طبيب الإنس والجن داويا
الذي بي من عفراء ما شفياني
إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه
تواشوا بنا حتى أمل مكاني
تكنفني الواشون من كل جانب
ولو كان واش واحد لكفاني
Bogga 16
ولو كان واش باليمامة داره
وداري بأعلى حضرموت أتاني
فيا حبذا من دونه تعذلونني
ومن حليت به عيني ولساني
ومن لو أراه في العدو أتيته
ومن لو رآني في العدو أتاني
ومن لو أراه صاديا لسقيته
ومن لو يراني صاديا لسقاني
ومن لو أراه عانيا لكفيته
ومن لو يراني عانيا لكفاني
ومن هابني في كل أمر وهبته
ولو كنت أمضي من شباة سنان
يكلفني عمي ثمانين بكرة
ومالي يا عفراء غير ثمان
ثمان يقطعن الأزمة بالبرى
ويقطعن عرض البيد بالوخدان
فيا ليت عمي يوم فرق بيننا
سقي السم ممزوجا بشب يمان
بنية عمي حيل بيني وبينها
وضج لوشك الفرقة الصردان
Bogga 17
فيا ليت محيانا جميعا وليتنا
إذا نحن متنا ضمنا كفنان
ويا ليت أنا الدهر في غير ريبة
بعيران نرعى القفر مؤتلفان
يطردنا الرعيان عن كل منهل
يقولون بكرا عرة جربان
فوالله ما حدثت سرك صاحبا
أخا لي ولا فاهت به الشفتان
سوى أنني قد قلت يوما لصاحبي
ضحى وقلوصانا بنا تخدان
ضحيا ومستنا جنوب ضعيفة
نسيم لرياها بنا خفقان
تحملت زفرات الضحى فأطقتها
وما لي بزفرات العشي يدان
فيا عم لا أسقيت من ذي قرابة
بلالا فقد زلت بك القدمان
فأنت ولم ينفعك فرقت بيننا
ونحن جمع شعبنا متدان
ومنيتني عفراء حتى رجوتها
وشاع الذي منيت كل مكان
Bogga 18
منعمة لم يأت بين شبابها
ولا عهدها بالثدي غير ثمان
ترى برتي ست وستين وافيا
تهابان ساقيها فتنفصمان
فوالله لولا حب عفراء ما التقى
علي رواقا بيتك الخلقان
خليقان هلهالان لا خير فيهما
إذا هبت الأرواح يصطفقان
رواقان تهوي الريح فوق ذراهما
وبالليل يسري فيهما اليرقان
ولم أتبع الأظعان فهي رونق الضحى
ورحلي على نهاضة الخديان
ولا خطرت عنس بأغبر نازح
ولا ما نحت عيناي في الهملان
كأنهما هزمان من مستشنة
يسدان أحيانا وينفجران
أرى طائري الأولين تبدلا
إلي فما لي منهما بدلان
أحصان من نحو الأسافل جردا
ألفان من أعلاهما هديان
Bogga 19
لعفراء إذ في الدهر والناس غرة
وإذ حلقانا بالصبا يسران
لأدنو من بيضاء خفاقة الحشا
بنية ذي قاذورة شنآن
كأن وشاحيها إذا ما ارتدتهما
وقامت عنانا مهرة سلسان
يعض بأبدان لها ملتقاهما
ومثناهما رخوان يضطربان
وتحتهما حقفان قد ضربتهما
قطار من الجوزاء ملتبدان
أعفراء كم من زفرة قد أذقتني
وحزن ألج العين بالهملان
فلو أن عيني ذي هوى فاضتا دما
لفاضت دما عيناي تبتدران
فهل حاديا عفراء إن خفت فوتها
علي إذا ناديت مرعويان
ضروبان للتالي القطوف إذا ونى
مشيحان من بغضائنا حذران
فما لكما من حاديين رميتما
بحمى وطاعون إلا تقفان ؟
Bogga 20