وتصايحت تلك العصابة ما أرى ؟ ... هذي الجهات المشرقات عداتي
أين المفر ؟ وأين أطلب مهربا ؟ ... والنور يسطع من جميع جهاتي
كيف القرار ؟ وليس لي كهف ولا ... درب فيا لي ! ! يا لسوء مماتي !
وأفاق أهل الكوخ حين ثقوبه ... تومي إلى الأبصار بالومضات
فدنا ثلاثتهم يرون جريحهم ... فإذا الفتى في سكرة الفرحات
نفض النعاس وشد فيه جراحه ... واستقبل الدنيا بعزم أباه
ورمى إلى كف الغلام وأمه ... بعض النقود ودعوة البركات
وصبا إلى كف الفتاة وقال : يا ... " نجوى " خذي نخب الزفاف وهاتي
وطوى الجراح وهب يقتاد السنى ... ويبشر الأكواخ بالخيرات
ويقود تاريخا وينبت خطوة ... فجرا ينير مسالك القادات
***
فضح الصباح المجرمين فأصبحوا ... أخبار جرم في فم اللعنات
وتعالت الأكواخ تنظر أهلها ... يضعون " غار النصر " في الهامات "
لمس الربيع قلوبهم وحقولهم ... فاخضوضرت بالبشر والثمرات
والجو يلقي النور في الدنيا : كما ... تلقي السيول مناكب الربوات
والزهر في وهن الشباب مفتح ... فوق الغصون كأعين الفتيات
والأفق يورق بالأشعة والندى ... والأرض تمرح في حلي نبات
***
وهنا انتهى دور الجرائم وابتدى ... دور وريف الظل كالجنات
فتجمع الإخوان بعد تفرق ... وانضم شمل الأهل بعد شتات
صرعت أباطيل الدجنة يقظة ... أقوى من الإرهاب والقوات
والدجل يذهب كالجفاء ولم تدم ... إلا الحقيقة فوق كل عتاة
***
إن الحياة مآتم تفضي إلى ... عرس وأفراح إلى حسرات
لكنها بخريفها وشتائها ... وبصيفها .. حكم ودرس عظات
فاختر لسير العمر أية غاية ... إن الحقيقة غاية الغايات
خطرات
قال لي : هل تحس حولك رعبا ... وعجاجا كالنار طار وهبا ؟
فكأن النجوم شهقات جرحي ... جمدت في محاجر الأفق تعبى
***
قلت : إن الطريق شب عراكا ... آدميا في أجيف الغنم ... شبا فكأني أشتم في كل شبر ... ميته تستثير كلبا ... وكلبا
Bogga 77