لو كان يشترك البقاء لغادرت ... ... ... غيل المنيه أنفس الأبرار
يا صرعة الموت انتقرت خيارنا ... ... وتركت أمتنا بغير خيار
ناهيك من اطفاء أنوار الهدى ... ... ... غشى الظلام وضل فيه الساري
ناهيك من اعدام احبار التقى ... ... ... فالدين لا يبقى بلا احبار
ناهيك من هلك الكرام فما بقي ... ... رسم الكرام ولا حماة الجار
ويلاه أوحشت الديار من الألى ... ... كانوا خلائف سنة المختار
أو كلما نجمت فضيلة سيد ... ... ... قدرتها وترا من الأوتار
أسرعت في الاغواث والاقطاب ... ... والاعلام والابدال والاخيار
مهلا فما أبقيت ثم بقية ... ... ... نزح القطين وجف روض الدار
ما زلت تعتقرين كل أعزتي ... ... ... فالجو خاو والديار عواري
افقدتني شهب الفضائل كلهم ... ... ... ويلاه من شهبي ومن أقماري
ويلاه أين سماؤها ونجومها ... ... ... وشموسها ذهبوا كأمس الجاري
من كل أروع لوذعي كامل ... ... ... يهتز عرفا كالقنا الخطار
عمد الديانة قطبها قوامها ... ... ... سحب المكارم أبحر الأنوار
تلألأ الأكوان من عرفانهم ... ... ... كالشمس تملأ هيكل الأقطار
أنصارهم التسبيح والترتيل ... ... ... والتهجيد بين جوانح الأسحار
خبت اذا جن الظلام رايتهم ... ... ... طاروا الى الملكوت بالأسرار
غر اذا سجد الظلام على الفضا ... ... سجدوا على الثفنات كالأحجار
قطع النحيب صدورهم وكأنما ... ... وضعوا السحائب موضع الأشفار
قربانهم أرواحهم ونعيمهم ... ... ... دأب على السبحات والاذكار
حصروا الشريعة والحقيقة والمعا ... ... رف والكمال بانفس الأطهار
فهم غياث الكائنات وسرهم ... ... ... مدد النفوس ومنبع الأنوار
نقاتهم الآجال من دار الفنا ... ... ... وتبؤوا سعداء عقبى الدار
سلكوا بمحياهم وبعد مماتهم ... ... ... اذ وفقوا بمسالك الأبرار
درجوا وأصبحت العراص عقيبهم ... ... من فقدهم مغبرة الآثار
يا موت أفنيت الأعزة فاقتصد ... ... ... ان كنت ترحم عبرة الأحرار
بأولئك الأبرار كنت معززا ... ... ... بأولئك الأبرار كنت أباري
أزرى اذا ضاق الخناق بحادث ... ... وهم اذا انطمس الطريق منازي
يا موت وقعك فيهم سلب الهنا ... ... ... وأقامني للنوح والتذكار ترك الحمام النوح اذ ناوحته ... ... ... واستبردت كبدي لهيب النار
Bogga 277