248

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Noocyada

ليس السيادة في مال ولا نشب ... ... ... لكنها العلم مهما رافق الورعا

لله نخبة ابرار فقدتهم ... ... ... كانوا الأمان فأبقوا بعدهم فزعا

كانوا البحار فابقوا بعدهم يبسا ... ... ... كانوا السحاب فأبقوا بعدهم قزعا

صحبتهم وغيوث العلم هاطلة ... ... ... وفارقوني فضن الغيث وانقطعا

أولئك القوم ملح الأرض ان فسدت ... ... فأين هم وفساد الأرض قد قرعا

ما للمعارف من افلاكها نزلت ... ... ... والآن حلت بطون الأرض والتلعا

من لي بهم في زمان بعض موعده ... ... رفع العلوم وهذا العلم قد رفعا

ورفعه موت من يبغي به عملا ... ... برا ولو حل فيمن ضل وابتدعا

عسى لطائف روح الله منشئة ... ... ... بعد الاياس سحابا يمطر الطمعا

فتنجلي غبرة الأيام عن خلف ... ... ... صدق يقوم بنفع الحلق مضطلعا

فان لي املا في فنية نجب ... ... ... وريثما حاولوا ادراكه خضعا

تنالوا المجد من أركان سالفهم ... ... ... برق الفضيلة في أعطافهم لمعا

لهم وجوه مصابيح متعشعة ... ... ... كأنما البدر في أغصانها طلعا

نجد أماجد في أحسابهم فلق ... ... ... ومن أياديهم البيضاء قد نبعا

زهر المناقب ينشق المجاد بها ... ... ... عن حاجب الشمس أو عن صبحها انصدعا

مثل الكواكب في علم وفي عمل ... ... وفي قلوب وفي صيت لهم شسعا

تنافسوا في اقتناء المجد واستبقوا ... ... والكل جلى لمجد ليس مخترعا

سمت بهم همة كالشمس نيرة ... ... ... فكل هم عزيز تحتها ركعا

وناصبوا الدهر والأيام كالحة ... ... ... بفضل حرية الأحرار فاندفعا

ونظموا عقد مجد باجتماعهم ... ... ... لا زال عقدا بعين الله مجتمعا

" تناول المجد" صعب غيرانهم ... ... تناولوه وما شدوا له النسعا

بخ بخ يا سراة المجد انكم ... ... ... ذكرتم المجد ما أعطى وما منعا

ما زال ينتخب الأحرار في زمن ... ... مقطم الوجه حتى فيكم وقعا

فكنتم الغرة الزهراء فيه ولم ... ... ... يبصر بأكمل منكم لا ولاسمعا

لما الهناء بأن المجد بشرنا ... ... ... منكم بأكرم من في مفخر نزعا

وان مستقبلا يأتي لنزعتكم ... ... ... من دون حصر المعالي ليس مقتنعا

وانكم ولسان الصدق يشهد لي ... ... ... وصلتم من حبال العرف ما انقطعا ومن شعرتم بأن الجهل منقصة ... ... والعلم يعلي برغم الجهل ما اتضعا

Bogga 249