216

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Noocyada

إذا أجفلت وطفاء حنت حنينها ... ... ... على قنن الأوعار وطف روازم

ولا برحت تلك الرياض نواضرا ... ... تضمخها طيب السلام النسائم

تصافحها بالزاكيات أكفها ... ... ... فيحسب فيها والرياض تراجم

معاهد شط البعد بيني وبينها ... ... ... وحل بقلبي برحمها المتقادم

تزاحم في روعي لها شوق واله ... ... وصبر وآن الصبر أن لا يزاحم

اذا لاح برق سابقته مدامعي ... ... ... وليت انطفاء البرق للغرب عاصم

لئن خانني دهري بشحط معاهدي ... ... فقلبي برغم الشحط فيهن هائم

وان هيام القلب فيها وقد نأت ... ... ... وسائل في شرع الهوى ولوازم

فيا لفؤادي ما التباريح والجوى ... ... فعلن إذا ازدادت عليه اللوائم

على ان ذكر النفس عهدا ومعهدا ... ... امض بها مما تمج الأراقم

خليلي في أعشار قلبي بقية ... ... ... اضن بها ان ناوحتها الحمائم

خذا عللاني عن أحاديث جيرتي ... ... فاني بحب القوم ولهان هائم

ولا تسلما عقلي الى هيمانه ... ... ... فذكرهم عندي رقى وتمائم

نزحت وفي نفسي شجون نوازع ... ... اليهم ونازعت الأسى وهو خائم

فكم جعلت نفسي تطالب صبرها ... ... بنصر فيأبى الصبر الا التناوم

يقوم فيعروه التياع مبرح ... ... ... فينكص وهنا فهو يقظان نائم

على غردان الايك مني تحية ... ... ... كما هيمنت ريح الصبا والبشائم

أثارت رسيسا في الفؤاد بما شدت ... ... ففاض به من ماء جفني راسم

خليلي ما تذكار ليلى لبانتي ... ... ... أقامت بنجد أو حوتها التهائم

ولا ربعها العافي عليه تناوحت ... ... صبا ودبور أو بكته الغمائم

تهادى به الآرام والعفو رتعا ... ... ... كما تتهادى البهكنات النواعم

ولا شفني حب لغيداء كاعب ... ... ... كما ارتاع خشف في الخميلة باغم

ولكن شجاني معهد بان أهله ... ... ... فبان الهدى في أثرهم والمكارم

توشح منهم بالنجوم فمذهوت ... ... ... تعمت على أهل البلاد المعالم

تمادت به العلياء ترفع شأوه ... ... ... بما أثلث فيه السراة الأكرام

لعمري لنعم المعهد المهتدى به ... ... وقد ملأ الدنيا ظلام وظالم

Bogga 217