توضأ في بئر فاغرز ماؤها ... ... ... ولم تك قبلا قط تندى بقطرة وجاء بعير نحوه يشتكي له ... ... ... العياء وتنكيدا له في العلوفة
ومر على بعض المياه بمرأة ... ... ... لديها صبي ذو اعتراء بجنة
فألقى على المجنون كفا كريمة ... ... بها خرج الجني من بعد ثعة
وكم شجرات قد أتته فسلمت ... ... ... عليه وحيته بأزكى تحية
وفيما رآه الناس في الزبرقان من ... ... تشققه من أكبرية حجة
وظللت الصهبا عليه وبردت ... ... ... لهيب هجير عند وقت الظهيرة
وراوده شم الجبال فآنست ... ... ... نفارا بتحويل لتبر وفضة
وسمت له لحم الذراع عدوة ... ... ... فأخبره نطقا بما فيه دست
وما ليلة الاسراء عنك خفية ... ... ... أتاه أمين الله في بطن مكة
فاركبه ظهر البراق ولم تكن ... ... ... لغير رسول الله أوطى ركوبة
فأعلى به السبع الطباق فما انتهى ... ... سراه به حتى انتهى تحت سدرة
وشاهد أنوار الجلال بعينه ... ... ... وأثبت جبرائيل أوضح رؤية
فما زاغ من تلك البواهر جأشه ... ... ولكنه مستوطن للالوكة
وأوعبه الرحمن فيض معارف ... ... وأوحى اليه ما أراد بقدرة
وطيف به الجنات بين قصورها ... ... فشاهد ما في الخلد من كل لذة
وطاف بأقطار السموات كلها ... ... ... وأبصر ما في الكون من كل آية
ومن لي بأن أحصي معاجز أحمد ... ... تقاصرت الأفهام عنها وكلت
وما يأخذ المداح من وصف أحمد ... ... كما يأخذ المنقار من وسط لجة
تأدب بجنب الله من قول رؤية ... ... ... وقل ما تشا من مدح خير البرية
فذاك اعتقاد المبطلين بربهم ... ... ... وما قولهم في ذلكم غير ريبة
فنزه مولانا وليس اعتقادنا ... ... ... اعتقاد افتراء من حلول ورؤية
فما في كتاب الله أن محمدا ... ... ... رأى ربه بالعين أكمل نظرة
ولكن آيات القرآن بغير ذا ... ... ... شواهده طرا على الأفضلية
فما من خليل الله يرجى ولا من ... ... الكليم ولا عيسى قبول الوسيلة
بيوم يقوم الناس فيه لربهم ... ... ... ولكنها من ذي الخلال الكريمة
وليس لهم حوض وليس لهم لوا ... ... وليس بأيديهم مفاتيح جنة
وما أرسلوا الا الى الأنس وحدهم ... ... وأحمد مبعوث لأنس وجنة
شرائعهم مستصعبات عظيمة ... ... ... وأحمد مبعوث بسهل شريعة
وما قومهم بالشاهدين على الورى ... ... ولكن قوم المصطفى خير أمة
لهم شهد القرآن فاعظم بشاهد ... ... ... بأنهم أشهاد يوم عظيمة تراهم اذا ما الليل أظلم ركعا ... ... ... وأكبادهم من خشية في تفتت
Bogga 199