379

Diwaanka Ibn Nubat Al-Masri

ديوان ابن نباتة المصري

Daabacaha

دار إحياء التراث العربي

Lambarka Daabacaadda

بدون

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

لو ذاق حالة مهجتي ما راعني ... دعه يروع ولا يقاسي حالها
هي مهجة ليست يجاور صبرها ... كيد المؤيد لا يجاور مالها
جادت يدُ الملك المؤيد جودَ من ... لم تخشَ بسطة كفّه إقلالها
يا عاذل الملك المؤيد في الندى ... هيَ صبوةٌ قد أتعبت عذَّالها
وشمائل مدّت يمين مكارمٍ ... لم ترض أن يدعى الغمام شمالها
سبقت سؤال عفاتها وتعمقت ... في الجود حتَّى سابقت آمالها
ما لابن شادٍ في العلى مثلٌ فدَع ... علياه تضرب في الورى أمثالها
رقمت بنو أيوب نسخة أصلها ... وأتى فكان تمامها وكمالها
ملكٌ تطاولت المطالب نحوه ... لكنه بأقلِّ طولٍ طالها
متطابق النعماء صانت كفّه ... سرح القريض وشرَّدت أموالها
أخذت براءته العفاة بدهره ... ممَّا تخاف وقسَّمت أنفالها
نعماه في عصب قلائد حليها ... فإذا بغت عصبٌ غدت أغلالها
يا ربَّ مكرمةٍ وربَّ كريهةٍ ... أضحى معيد حياتها قتَّالها
ومسائلٌ في العلم أشكل أمرها ... حلًاّ وحلَّ لطالبٍ أشكالها
بيراع سيفٍ أو بسيف يراعة ... فصل الأمور جلادها وجدالها
قل للمثل في البسيطة وصفه ... دَع سحبها وبحارها وجبالها
هاتيك أمثلة دنت عن قدره ... فاطْلب لهاتيك الصفات مثالها
لحماك يا ابن المالكين ترقبت ... فكَر الرَّجا رقبى العيون هلالها
أما حماه فنعم دار سيادة ... نصبت بمدرجة الطريق جلالها
يسعى لمكة وافدٌ ولأرضها ... ولنعم أرضًا وافدٌ يسعى لها
هاتيك قبلة من يروم رشادها ... وحماه قبلة من يروم نوالها
في كلِّ حالٍ حولها ليَ معجبٌ ... لله ما أشهى إذًا أحوالها
شكرت لهاك فما أشكُّ بأنني ... ثقَّلت وهي مطيقة أثقالها
أغنيتني عن كلِّ ذي قلمٍ فلم ... أفتح يدًا لسواك نداك ولا لها
وكفيتني حتَّى قفوت معاشرًا ... كثر الندَى فاسْتكثرت أطفالها
أيام مالي غير قصدكَ حيلة ... تنجي وتنجح في الورى نصالها

1 / 379