إنَّ الذي في يوم جود لامه ... مثل الذي في يوم حج أفحشا
لاقيته والحال أنكد ما أرى ... فأعادني والحال أوفق ما أشا
من بعد ما غابت بنو أيوب عن ... داعٍ تحارف بعدهم وتحرشفا
واخْتلَّ ذهنًا فهو من إقتارهِ ... لا من غناه كما يقال تكبشا
أمشي إلى القوت الزهيد وربَّما ... أعلو فلا قدمِي ولا حالِي مشى
وأبيتُ أرعى النيِّرات تخالني ... بالسرجِ عن ماضي الكرام مفتّشا
حتَّى مددت إليه راحة عائل ... طاوٍ فعجلنا نداه وكرشا
إن أنقش الصحف الطوال بمدحه ... فلقد أخذت من الدراهم أنقشا
يا كاتمَ الجدوى وتلك شهيرة ... كالمسكِ إن تكتم نوافحه فشى
يا من جلبت لسوق أنعمه الثنا ... سلعًا فعاش بها الرجا وتعيَّشا
خذْ من مديحِي كلُّ باسمةَ الربى ... مرت على سمع الحسود فأجهشا
من نظم مصري أقام بجلق ... ما كان في هذا الطراز مجيشا
وقال مجيبا عن لغز
الخفيف
يا أديبًا في نظمِه لا يُجارى ... وعلى طرقِ لغزه لا يُماشى
ماش من شئت في طرائق شتَّى ... من علومٍ فإنه يتلاشى
واهْد ما شئت لي نباتًا ولغزا ... قد هدَى خاطِري وإن قيلَ طاشا
في نباتٍ قلنا جمادًا فلما ... صحفوا ماسَ كالقضيب انْتعاشا
كانَ طعما فأحسنوا حين زادو ... هـ فأضحى ذاك الطعام قماشا
ثمَّ أبدلت حين نقصت حرفًا ... فوجدت القماش أصبحَ شاشا
بأبي أنتَ أطربتك معاني ... كَ فقالَ اقْتضاب نظمك ماشا
ومن مقطعاته قوله
المنسرح
خدّك بالورد من حشاه ومن ... بمسكِ هذا العذار قد نقشه
يا من أغاظَ الرماح معطفه ... فهي تخاف القدود مرتعشه