197

============================================================

علك أدركت كيف كان المؤيد عالما من أكبر علماء عصره ، وكيف كان واسغ الثقاقة والعلم بما كان يدور حوله من بختلف الوان الحياة العقلية والادبية ، وكيف شابك فى هده الحياة العقلية وتلك الحياة الأدبية وكان نتيجة ذلك هذه الكتب التى وضعها المؤيد وأصبخت من أمهات كتب الدعوة القاطمية بل لا تزال إلى اليوم فى نظر طائقة البهرة من كتبهم المقدسة التى لا يصل إليها إلا من درج فى علوم بذهبهم وبلغ أعلى درجاتها : وقد ذكرنا كيف أثر المؤيد فى معاصريه تاثيرا قويا واضحا وأنه استطاع أن يخلب م ماصريه ببيانه ويسحرهم بفصاحته وييهرهم بقوة حجته قاتقادله خلق كثير ولا سيما جمهور اهان الديلم فى شيراز والاهواز فكاتوا يثورون من آجله إذا أصابه من السلطان مكروه ولم يعياوا بوعيد الامراء ولا بتهديد الشعب الذين كانوا يكرهون المؤيد ومذهيه بل استطاع المؤيد ببيانه وحجته أن يجذب السلطان أبا كاليحار إليه بعد أن كان لا يحتمل ماع ذكره بل ذهب المؤيد إلى أبعد من ذلك فقد أخضع السلطان له وجعله يعتنق مذهب الفاطميين، وأكثر من هذا كله فقد امتدت يد المؤيد إلى الخلافة العباسية فى بغداد فاستطاع بدهائه وتدبيره ان ينتزع بغداد من الخليفة العبامى فيدعى على منابرها لخليفة القاطمى مدة عام كامل ولو كانت الامور فى مصر قد سارت على ما أراده المؤيد لفقدت الخلاقة المباسية من العالم الاسلامى ولكنه لم يجد بين الوزراء المصريين من يصغى لارائه ويعمل مشورته وهكذا كان أثر المؤيد فى السياسة قويا واضحا.

اما من الناخية العلمية والادبية فقد كان المؤيد معلما له تلاميذ استمعوا إليه وأحذوا عنه، وكنت أرجو أن تتيح لى ما أعرفه من القارسية لاتبجدث عن تلميذ له عرف عنه أنه امن أشد الناس تاثرا بالمؤيد ذلك التلميذ هو ناصرى خسرو الشاعر القارسى الذى وصف جلس المؤيد كثيرا فى أشعاره كقوله: (1) كه كرد از خاطر خواجه مؤيد در حكمت گشاده برتويزدان (2) هرآنك آوزا ببيند روز مجلس ببيند عقسل را سردر گريبان

Bogga 197