84

Diraasaad ka ku Saabsan Muqaddimah Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Noocyada

فإن العبارات التي تدل على الانفعالات في الكتاب المذكور محدودة وموجزة جدا.

مثلا يذكر ابن خلدون قضية سجنه بهذه العبارة الوجيزة: «قبض علي، وامتحنني، وحبسني.»

ويذكر النكبة التي أصيب بها عند وفاة والديه بقوله: «كان الطاعون الجارف، وذهب بالأعيان والصدور وجميع المشيخة، وهلك أبواي رحمهما الله.»

وأما واقعة غرق السفينة التي كانت تحمل عائلته فإنه يذكرها بهذه العبارات الوجيزة: «وافق ذلك مصاب الأهل والولد، وصلوا من المغرب بالسفين، فأصاب عاصف من الريح فغرقت، وذهب الموجود والسكن والمولود، وعظم المصاب.»

ويذكر هذه الواقعة في محلين آخرين بمناسبتين مختلفتين، ويضيف هناك - إلى ما تقدم - العبارات التالية: «عظم الأسف، وحسن الجزاء، واختلط الفكر.»

وهذا كل ما كتبه عن مصائبه العائلية.

ونستطيع أن نقول إن ابن خلدون كتب ترجمة حياته كأنه يدون وقائع تاريخية، ولم يسجل خلال هذه الترجمة انفعالاته وانطباعاته إلا نادرا وبعبارات مقتضبة جدا.

إنه لا يشذ عن هذه الخطة إلا مرتين، وذلك في القسم الأخير من التعريف، مرة عندما تكلم عن عمله في منصب القضاء، ومرة عندما سرد لقاءه بتيمورلنك.

إنه تكلم عن توليه منصب القضاء في مصر في ست صفحات بأسلوب مشبوب بالانفعال، في حين أنه ما كان خصص لذكر ما عمله خلال توليه منصب الحجابة في تلمسان إلا بضعة أسطر.

إنه ذكر تفاصيل ملاقاته مع تيمورلنك في نحو اثنتي عشرة صحيفة، وذلك بعد معلومات وتفصيلات تاريخية أشغلت صحائف كثيرة، في حين أن ما كان ذكره عن ملاقاته بملوك آخرين لم يزد على سطر أو سطرين.

Bog aan la aqoon