Diinta Aadanaha
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
Noocyada
11
أما المسببات أو العناصر التي تدعو إلى الوجود المؤقت للشخصية الفردية أو الذات (=
self ) فعددها خمسة، هي: (1) الجسم. (2) الإدراك. (3) الإحساس. (4) الدوافع. (5) المحاكمة الذهنية. وطالما بقيت هذه العناصر مجتمعة إلى بعضها، فإن الفرد الناتج عنها يتابع صيرورته ككائن مستقل له تاريخ ومنحى حياة متميزة عن الآخرين. إلا أن هذه العناصر ليست ثابتة على حال بل في تغير دائم، والجسم يتبدل بين يوم وآخر تغيرا لا يلحظ إلا على فترات متباعدة؛ فمن كان طفلا صار الآن شابا، فكهلا فشيخا، وعندما يأتي الموت تنحل المكونات ويتبخر الشخص الذي ضمت أجزاؤه. إن ما يبدو أمامنا «شخصية» أو «ذاتا» ليس في حقيقة الأمر إلا مظهرا واسما نعطيه لتلك «الوحدة الوظيفية» المتشكلة بتأثير اجتماع وتفاعل العناصر الخمسة، والتي لا توجد إلا كنبضة عابرة في جريان الصيرورة الأبدي. وبما أنه لا وجود لجوهر ينتقل بين الشخصية التي ذابت والأخرى التي تشكلت وانطبعت بطابعها، فإن السؤال الذي يدور حول هوية الحامل الجديد، وهل هو القديم نفسه أم هو غيره، يبقى سؤالا لا معنى له على الإطلاق.
أما النقطة الأساسية التي ينبغي إثباتها، فهي أن ما يفكر به ويفعله شخص ما في حياته هذه، سوف يستمر إلى غد وإلى ما بعد غد، في حيوات قادمة لا نهاية لها. ونحن كلما تأملنا العالم من حولنا وفي داخلنا، رأيناه في حالة صيرورة وتغير، لا يوجهها ولا يتحكم بها كائن أعلى وفق غائية ما. فالظواهر كلها وهم، وكذلك الذات الفردية، ولا خلاص إلا بالخروج من عالم الجريان هذا إلى عالم الثبات والسكون الأبدي.
12
ولكن لكي نتعرف على طريق الخلاص البوذي، ينبغي أن نشير أولا إلى ما أسماه البوذا بالحقائق النبيلة الأربعة، التي لخص بها طريقه،
13
وهي:
الحقيقة الأولى:
هي أن الحياة شقاء (أو ألم). وقد عالجت هذه المسألة منذ قليل.
Bog aan la aqoon