293

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Noocyada

Maansada

(قلتم: حيدي حياد): حاد عن الشيء إذا مال عنه، والحيد: الميل، وهذه كلمة تقولها العرب عند اشتداد الأمر وعظم حاله، كقولهم للداهية صمي صمام، وفيحي فياح، وهو اسم للغارة(1).

(ما عزت دعوة من دعاكم): عز الرجل إذا صار عزيزا، وعز إذا عظم، وعز إذا حق واشتد، والمعنى في هذا ما عظم ولا انتصر ولا صار عزيزا نداؤه إذا ناداكم لنصرته لتخاذلكم وتفرق آرائكم.

(ولا استراح قلب من قاساكم): قاسيت الأمر إذا كابدت شدائده، ومراده أنه لا يطمئن قلب من كايد بكم(2) الشدائد والحروب، وخاض بكم غمرات الموت لقلة ثقته بكم، وإشفاقه(3) منكم، وحذره على نفسه معكم.

(أعاليل بأضاليل): جمع أعلولة وأضلولة كأضحوكة وأخبولة(4)، واشتقاقهما من التعلل والضلال، وغرضه أنكم تتعللون بمعاذير فاسدة وأقاويل كاذبة لا يصدق قائلها، ولا يعذر صاحبها.

(دفاع ذي الدين المطول): دفعته عن حقه إذا منعته وفاءه، ومطلت الحديدة إذا طولتها ومددتها، ومطلته دينه إذا مددت وفاءه إلى مدة، والدفاع: جمع دافع كتاجر وتجار، والمعنى أنكم تمنعون وفاء ذي الدين الذي قد مطل به، وطالت مدته على صاحبه، وإنما قال: ذي الدين المطول؛ مبالغة في ركة أحوالهم حيث منعوا وفاء دين قد تقادمت أزمانه، وطال عهده بالقضاء، فكان من حق(5) ما هذا حاله المعاجلة بقضائه.

(لا يمنع الضيم الذليل): الضيم: الظلم، قال الشاعر:

Bogga 298