وإن امتد الزمان كتبت عن الجدل القرآني بين المصدق واللامصدق سواء كان ذلك في الدنيا أو فيما بعدها، وهزيمة حجج اللامصدق وانتصار حجج المصدق. الأول: انتصار الإيمان على العقل. والثاني: انتصار العقل على الإيمان.
وإذا امتد الزمان أكثر لكتبت الذكريات الجزء الثالث، ويتضمن رؤية عامة
Over-all view ، لدلالة حياتي العلمية والثقافية والسياسية دون تقسيمها إلى مراحل كالجزء الأول أو إلى موضوعات كالجزء الثاني. أضع فيها خلاصة العمر والنتيجة النهائية لحياة عالم صاحب رسالة، لم يأت هذا العالم ويتركه بلا أثر، ويصبح فيه مجرد تاريخ لذكريات الآخرين والأجيال القادمة.
الخاتمة
محاولة للدفع والنقد الذاتي
كثر النقد للجزء الأول من «ذكريات» وكل ناقد يحاول أن يعرف من المقصود بهذا أو بذاك، ويحول الذكريات من التحليل الذاتي لتجارب الحياة إلى الكشف الموضوعي في المجتمع والتاريخ. والذكريات ليس لها صلة بالجانب الموضوعي، أشخاصا أو وقائع؛ إذ إنها بين قوسين أي لا تصدر أحكام عليها، يبدو أن النقد السريع في مصر هو نقد تاريخي يطابق بين النص وما يحال إليه ظنا، ولمعرفة هل هو مدح أم ذم؟
ويتساءل أحد قراء الجزء الأول من «ذكريات» أين أنا؟ لماذا لم تذكرني؟ ويتساءل آخر لماذا ذكرتني في سطر واحد فقط دون أن تكتب عني أكثر من ذلك؟ فكل قارئ يسأل وهو لا يقرأ الذكريات إلا من خلال نفسه، أين هو؟ وما حجم الحديث عنه؟
والمدح يقبل بترحيب، والذم يرد عليه، خاصة إن كان الموضوع الذي تنبع منه الذكريات قد كون جماعة تسبح بحمده، وتتقرب إليه لتنتفع منه.
وقد تقع الذكريات في بعض الأخطاء التاريخية وهذا طبيعي؛ لأن مقياس الصدق فيها هو ذاتها وليس مطابقتها للواقع الخارجي. وهناك فرق بين الذكريات وباقي الأنواع الأدبية مثل المذكرات، واليوميات، والسير الذاتية . فالذكريات صدقها في انسيابها، وانطلاقها الطبيعي، وهي أشبه بالشريط السينمائي، أما الأنواع الأخرى فصدقها في مطابقتها للتاريخ.
الذكريات ليس بها صدق وكذب إلا حين التدخل بمقص الرقيب، أو بالإرادة كي تستبعد جزءا أو تضيف جزءا آخر. حينئذ تكون أقرب إلى التأليف، أما الأنواع الأخرى فلا حرج أن يتدخل فيها مقص الرقيب؛ لأنها تخص واقعا محددا، وتصف حوادث محددة.
Bog aan la aqoon