ففي العقيق غزال قوس حاجبه ... يرمي السهام إلى قلبي بلا وتر
كالبدر قلبي وطرفي من منازله ... والقلب والطرف يختصان بالقمر
بدر على غصن يهتز في كثب ... يستل عن حور يفتر عن زهر
لولا اخضرار عذاريه لما علقت ... روحي بحيث رياض الزهر والخضر
يا ريح رامة بل يا بدر يا غصنًا ... يا غرة البدر يا قضيب البسر
ألا ترق لروح أنت راحتها ... إذا خطرت لما بانت على خطر
هواك غطي على قلبي وقد صدقوا ... الحب يعمي عن الأشكال والحور
يئس الغرام على صدري عساكره ... ظلمًا فلم يبق لي صبرًا ولم يذر
قال: العواذل لي صبرًا فقلت لهم ... هيهات أصبر عن سمعي وعن بصري
قد سار حبك في روحي وفي جسدي ... وفي عظامي وفي شعري وفي بشري
يا ساكني شط بغداد ودجلتها ... من العزية ذات النخل والشجر
لأهدين اليكم في دياركم ... بردًا من الشعر لا بردًا من الشعر
عملت هذا الذيل في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق المحروسة.
وفي آخر الأصل هذا آخر ما وجد من ذيل الإمام الحافظ جمال الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المحاسن العلوي الحسيني الدمشقي الشافعي -رحمه الله تعالى وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه- على كتاب تذكرة الأئمة البررة الحفاظ المهرة لعمدة الحفاظ أبي عبد الله محمد الذهبي -رحمه الله تعالى.
ونقلت هذه النسخة المباركة -إن شاء الله تعالى- من خط جدِّ والدي الحافظ العمدة شيخ السنة تقي الدين أبي الفضل محمد بن محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي -رحمه الله تعالى- وذلك في ثلاثة مجالس آخرها في يوم الأربعاء سادس شهر ربيع الثاني عام أربعة وأربعين وتسعمائة بمنزل سلفي بمكة المشرفة علي يد كاتبه وراقم حروفه الفقير إلى لطف الله وكرمه الملتجئ إلى بيته وحرمه محمد المدعو جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي -لطف الله به وبالمسلمين أجمعين- والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
1 / 43