على خطر من حره وأوامه """""" صفحة رقم 38 """"""
وكف سهام اللحظ عن كبدي فقد
كفاني ما قاسيته بحسامه
أعيذك أن يشكوك مغرمك الذي
يقلب في حر الجوى طول عامه
وأنت اتئد يا عاذلي بملامتي
فإني امرؤ لا يرعوي بملامه
رضيت بما يرضى ولو بمنيتي
ولم أنثن عن وده والتزامه
وإن صد لم أشك وإن صال واعتدى
وجرعني بالهجر كأس حمامه
عدمت لساني إن شكوت صدوده
مدى الدهر أو حاولت غير مرامه
يسائلني عن حالتي كل مشفق
فلم أستطع تالله رد كلامه
ولي مقلة تهمي الدماء ومهجة
تذوب وجسم مرتد بسقامه
وقلب مشوق أسلمته يد الهوى
إلى ظالم لا ينتهي في انتقامه
سل الليل عن حالي وسل كوكب الدجى
هل التذلي جفن بطيب منامه
وبي من هواه الصعب ما عز عنده اصطباري
وقلبي مولع بهيامه
ألم يأن لي أن أحتسي أكؤس اللقا
وأجني ثمار الوصل بعد انصرامه
ولي ناصر لا أبرح الدهر لاجئا
إلى فضله السامي وعز مقامه
كريم فهيم شاعر متأدب
فريد المزايا واحد في احتشامه
صدوق شفوق فاضل متواضع
حري بعالي قدره واحترامه
نسيب المعالي مصدر الجود والندى
إمام سبيل المجد وابن إمامه
لقد طاب أصلا مثل ما طاب مخبرا
ونعم فتى في الخير جل اهتمامه
معانيه لا يلفى لها من محاول
وأكبر شيء شاهد في نظامه
أديب علا فوق السماكين مجده
فأصبح عالي قدره فوق هامه
ومن يبتغي يوما يساميه في العلا
وحقك لو دانى السها لم يسامه
فما نظرت عيني له من مشابه
ومن ذا يضاهي البدر عند تمامه
ولي من تأخيه وحسن وداده
مدى الدهر ما لم أستطع بقيامه
فيا أيها المولى الذي حير النهى
وجمع شمل الفضل بعد انخرامه
وأعلى قصور العز بد اندراسها
وجدد ركن المجد قبل انهدامه
أتى منك لي در المعاني تقله
أياد حكت سحب السما في انسجامه
فقبلته سبعا وعظمت شأنه
ونلت بحمد الله فض ختامه
وبادرته أسعى إليه ملبيا
نداه وفازت راحتي باستلامه
فلا زلت تبدي في القريض عرائسا
حسانا تحليها بحسن انتظامه
وخذ هذه زاد المقل وخلها
من النقد واقبل لفظها في انبهامه
أنالك مولى الخلق كل كرامة
Bogga 38