Dawladda Umawiyiinta ee Shaam

Anis Zakariya Nusuli d. 1357 AH
141

Dawladda Umawiyiinta ee Shaam

الدولة الأموية في الشام

Noocyada

وقال القرظي ينصح عمر أيضا: «لا تصحب من الأصحاب من خطرك عنده على قدر قضاء حاجته، فإذا انقطعت حاجته انقطعت أسباب مودته، اصحب من الأصحاب ذا العلى في الخير والأناة في الحق، يعينك على نفسك ويكفيك مؤنته.»

53

وقال عمر لميمون بن مهران: كيف لي بأعوان على هذا الأمر أثق بهم وآمنهم، قال: «يا أمير المؤمنين لا تشغل قلبك بهذا، فإنك سوق، وإنما يحمل إلى كل سوق ما ينفق فيها، فإذا عرف أن النافق عندك الصحيح لم يأتوك إلا بالصحيح.»

54

ووعظ الحسن البصري عمر فقال له: «أما بعد ... اعلم يا أمير المؤمنين أن الدنيا دار ظعن وليس بدار إقامة ... ولها في كل حين صرعة ... هي تهين من أكرمها وتذل من أعزها ... ولها في كل حين قتلى، فهي كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه ... فكن يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه بصيرا على شدة الدواء مخافة طول البلاد، يحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا، فإن أهل الفضائل كان منطقهم فيها بالصواب ومشيهم بالتواضع، ومطعمهم الطيب من الرزق، مغمضين أبصارهم عن المحارم، فخوفهم في البر كخوفهم في البحر، دعاؤهم في السراء كدعائهم في الضراء ... واعلم يا أمير المؤمنين أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، وأن الندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما يغني - وإن كان كثيرا - بأهل أن يؤثر على ما يبقى - وإن كان طلبه عزيزا - واحتمال المئونة المنقطعة التي تعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مئونة باقية وندامة طويلة ... وانظر يا أمير المؤمنين الدنيا نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر نظر المبتلى العاشق ...»

55

وقل له أيضا: «يا أمير المؤمنين إن استقمت استقاموا، وإن ملت مالوا، يا أمير المؤمنين لو أن لك عمر نوح وسلطان سليمان ويقين إبراهيم وحكمة لقمان ما كان لك بد من أن تقتحم العقبة، ومن وراء العقبة الجنة والنار، ومن أخطأته هذه دخل هذه.»

56

وأما العامل الثاني فيرجع إلى فلسفة عمر في الحياة، تلك الفلسفة التي تقول بالزهد وتخاف حساب الله واليوم الآخر مخافة عظمى ... وتسعى لاجتناب الشر واتباع الخير والاهتمام بالمصالح العامة قبل الاهتمام بالمصالح الخاصة، وكانت فلسفة عمر توحي إليه بالقناعة والتضحية والتعبد والنسك واحتقار الدنيا والنظر إليها نظر الراحل عنها، فهو يخاف الساعة الأخيرة ويرهب عذاب الله، وكل شيء لديه في سبيل مرضاة الله سهل حلو المذاق.

وهاك بعض فقرات من خطبة ترينا مذهبه في الحياة: «أيها الناس ... إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم، وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض، ألا واعلموا إنما الأمان غدا لمن حذر الله وخافه وباع نافذا بباق، وقليلا بكثير، وخوفا بأمان، وسيخلفها بعدكم الباقون، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتغيبونه في صدع من الأرض ، ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد، قد فارق الأحبة وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب، فهو مرتهن بعمله، فقير إلى ما قدم غني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مراقبته، وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي، فأستغفر الله وأتوب إليه، وما منكم من أحد تبلغنا عنه حاجة إلا أحببت أن أسد من حاجته ما قدرت عليه، وما منكم من أحد يسعه ما عندنا إلا وددت أنه ساواني ولحمتي حتى يكون عيشنا وعيشه سواء، وايم الله أن لو أردت غير هذا من الغضارة والعيش لكان اللسان مني به ذلولا عالما بأسبابه، ولكنه مضى من الله كتاب ناطقة وسنة عادلة يدل فيها على طاعته وينهي عن معصيته.»

Bog aan la aqoon