Ifka Lameega
الضوء اللامع
Daabacaha
منشورات دار مكتبة الحياة
Goobta Daabacaadda
بيروت
قصيدة صَاحب التَّرْجَمَة فِي ختم فتح الْبَارِي على قصيدته وَكَونه عمل مرثية لشَيْخِنَا على روى قصيدته الثَّقِيلَة وَزنهَا فَكَانَت بديعة الانسجام والرقة مَعَ انه لخوفه من شَره لم يبرزها إِلَى غير ذَلِك بل كَاد مرّة أَن يقْتله فَإِنَّهُ برك عَلَيْهِ فِي مجْلِس الْإِمْلَاء والخنجر بِيَدِهِ هَذَا مَعَ مطارحة بَينهمَا فَكَانَ جَوَاب البقاعي:
(أيا من سما حذقا وحفظا ومقولا ... فَكَانَ إياسا أحمدا وَكَذَا قسا)
(معَاذ إلهي أَن أفرط فِي الَّذِي ... جعلت لنابسطا بنظمك أَو أنسى)
وَبَين يَدي الله تلتقي الْخُصُوم، وَقد صحبته كثيرا وَسمعت من نظمه ونثره مِمَّا كتبت مِنْهُ جملَة فِي المعجم والوفيات وَغَيرهمَا وكتبت عَنهُ القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وأودعتها فِي الْجَوَاهِر بل)
وَسمعت أَيْضا وَلكنه لم يسمح لي بكتابتها لما قلت وَمن نظمه فِي مليح منجم:
(لمحبوبي المنجم قلت يَوْمًا ... فدتك النَّفس يَا بدر الْكَمَال)
(براني الهجر واكشف عَن ضميري ... فَهَل يَوْمًا أرى بَدْرِي وَفِي لي)
أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر أَبُو البركات بن الْمجد المكراني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو مُحَمَّد الْآتِي. / اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف وَنَحْوهَا يَسِيرا ولازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة فَسمع على كثيرا وَمن ذَلِك مجَالِس من شرحي للألفية بحثا وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ سَاكن جامد اضْطربَ فِي اسْم أَبِيه فَقَالَ مرّة هَكَذَا وَمرَّة عبد الْقَادِر لكَونه لَا يعرفهُ إِلَّا بلقبه وَكَأن إِسْمَاعِيل أصح.
أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْمجد القاهري الحريري الْجَوْهَرِي القادري الْحَنَفِيّ أحد نوابهم وَيعرف بِابْن إِسْمَاعِيل. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَالَّتِي بعْدهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلَمَّا ترعرع حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية ابْن مَالك والجرومية وَعرض فِي سنة سِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ والقرافي آخَرين مِمَّن أجَازه بل عرض جَمِيع فُصُول أبقرات فِي الطِّبّ على الصَّدْر السُّبْكِيّ وأماكن مِنْهَا على الشّرف بن الخشاب وَغَيرهمَا من رُؤَسَاء الطِّبّ ومهرته ثمَّ أعرض عَن تعَاطِي ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فاخذ عَن التقي الشمني الْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَجل ذَلِك بقرَاءَته وَكَذَا عَن الْأمين الأقصرائي وَالسيف والكافياجي ولازم الزين قاسما حَتَّى حمل عَنهُ الْكثير جدا فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وأوقاف الْخصاف وَجُمْلَة من رسائله وتصانيفه وَسمع عَلَيْهِ مُخْتَصر مُشكل الْآثَار لِابْنِ رشد وَكَذَا اشتدت عنايته
1 / 234