الفصل السادس والعشرون
الانتقام
بينما كان مونسورو خارجا عند الساعة التاسعة من اللوفر بعشرة من رجاله يتميز غضبا وحنقا على عدو لا يعرفه، وهو ذاهب إلى منزله لقتل امرأته ومن تهواه.
وبينما كان الدوق يتردى برداء واسع يستر وجهه عن الناظرين، وهو يتأهب للخروج في إثر مونسورو إلى الموضع عينه.
كان باسي وديانا جالسين على مقعد في غرفة تنبعث أشعة مصباحها الضعيفة، فيتماوج ظلها فوق شعر ديانا، التي كانت تعبث بها إحدى يدي عشيقها وهو مطوق بيده الثانية عنقها الجميل، يلهبه من حين إلى حين بقبلات الغرام.
وكأن العاشقين قد علما بما سطر لهما في لوح المقدور، فكانت مرتسمة على وجهيهما ملامح من الحزن العميق، تكاد تضرب على نعيمهما الحاضر.
وكان كلاهما يتنهد، حتى يخاله السامع أنه في أقصى دركات الشقاء، ثم لا يلبث أن ينظر إلى وجه من يحب، حتى تتبدل تلك الكآبة إلى هناء، ويستحيل ذلك الحزن إلى فرح تبتهج له النفوس وتقر به العيون، فلا يعلمان أهما في شقاء أم هما في نعيم!
وبينما كان باسي يسرح طرفه بمحاسن تلك الحسناء، بصر بعينيها فإذا هما مغرورقتان بالدموع.
فأجفل منذعرا وقال: ما بالك أيتها الحبيبة تبكين؟
فلم تجبه بحرف، بل نظرت إليه بتلك العين الباكية نظرة كئيبة، ثم أرخت بنظرها إلى الأرض.
Bog aan la aqoon