29

Dacwa Lil Falsafa

دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو

Noocyada

وليس يصح بغير شك أن يبذل الإنسان الكثير من الجهد في السفر إلى أناس يظهرون (على المسرح) في صورة نساء وعبيد، أو يتنافسون (في الألعاب الأوليمبية) على المبارزة والسباق (في العدو)، ثم يذهب من ناحية أخرى إلى أن الإنسان لا ينبغي عليه أن يتأمل طبيعة الأشياء «أو يتأمل» الحقيقة بغير مقابل (مادي). (ب45) وهكذا نكون الآن قد تقدمنا (على طريق بحثنا) من غائية الطبيعة بوصفها المنطلق (الذي نبدأ منه ) للتنبيه إلى «ضرورة» التفلسف، مقتنعين بأن التفلسف خير وأنه إذا أخذ في ذاته جدير بالشرف والتكريم، حتى ولو لم يترتب عليه شيء نافع في الحياة العملية.

108 (ب46) أما أن نشاط الفكر يتيح في الواقع للحياة اليومية (للبشر) أعظم الفائدة، فذلك ما سوف نتبينه بسهولة «من النظر» في المهن والصنائع، إن جميع الأطباء الحاذقين ومعظم معلمي الألعاب الرياضية مجمعون على أن الذي يريد أن يكون طبيبا أو معلما بارعا (للألعاب الرياضية) يتحتم عليه أن يعرف الطبيعة معرفة وثيقة،

109

والأمر كذلك مع المشرعين المبرزين

110

الذين يجب عليهم أن يعرفوا الطبيعة معرفة دقيقة، بل أن تفوق خبرتهم بها خبرة أولئك؛ لأن أولئك يظهرون حذقهم في المهنة بتنمية كفاءة

111

الجسد، أما هؤلاء فينصرفون إلى فضيلة النفس ويسعون لتوجيه الناس

112

إلى السبل المؤدية لسعادة المجتمع أو شقائه؛ ولهذا تزيد حاجتهم إلى الفلسفة. (ب47) وفي المهن اليدوية الأخرى تكتشف أفضل الأدوات عن طريق ملاحظة الطبيعة؛ ففي النجارة مثلا «يكتشف» الفادن

Bog aan la aqoon