191

Cuqud Durriyya

العقود الدرية

Baare

محمد حامد الفقي

Daabacaha

دار الكاتب العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

بيروت

فَإِن الْقَوْم لم يحضروا كلهم من الْأَمَاكِن الَّتِي اختفوا فِيهَا وَأَيِسُوا من الْمقَام فِي الْجَبَل إِلَّا حِين قطعت الْأَشْجَار وَإِلَّا كَانُوا يختفون حَيْثُ لَا يُمكن الْعلم بهم وَمَا أمكن أَن يسكن الْجَبَل غَيرهم لِأَن التركمان إِنَّمَا قصدهم الرعى وَقد صَار لَهُم مرعى وَسَائِر الفلاحين لَا يتْركُوا عمَارَة أَرضهم ويجيئون إِلَيْهِ فَالْحَمْد لله الَّذِي يسر هَذَا الْفَتْح فِي دولة السُّلْطَان بهمته وعزمه وَأمره وإخلاء الْجَبَل مِنْهُم وإخراجهم من دِيَارهمْ وهم يشبهون مَا ذكره الله فِي قَوْله ﴿هُوَ الَّذِي أخرج الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب من دِيَارهمْ لأوّل الْحَشْر مَا ظننتم أَن يخرجُوا وظنوا أَنهم مانعتهم حصونهم من الله فَأَتَاهُم الله من حَيْثُ لم يحتسبوا وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب يخربون بُيُوتهم بِأَيْدِيهِم وأيدي الْمُؤمنِينَ فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار وَلَوْلَا أَن كتب الله عَلَيْهِم الْجلاء لعذبهم فِي الدُّنْيَا وَلَهُم فِي الْآخِرَة عَذَاب النَّار ذَلِك بِأَنَّهُم شاقوا الله وَرَسُوله وَمن يشاق الله فَإِن الله شَدِيد الْعقَاب مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَة على أُصُولهَا فبإذن الله وليخزي الْفَاسِقين﴾ وَأَيْضًا فَإِنَّهُ بِهَذَا قد انْكَسَرَ من أهل الْبدع والنفاق بالشأم ومصر والحجاز واليمن وَالْعراق مَا يرفع الله بِهِ دَرَجَات السُّلْطَان ويعز بِهِ أهل الْإِيمَان

1 / 207