131

Cuqud Durriyya

العقود الدرية

Baare

محمد حامد الفقي

Daabacaha

دار الكاتب العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

بيروت

الْكَبِير مَا لَو يقْتَرن بِهِ ظفر بعدوهم الَّذِي هُوَ على الْحَال الْمَذْكُورَة لأوجب لَهُم ذَلِك من فَسَاد الدّين وَالدُّنْيَا مَالا يُوصف
كَمَا أَن نصر الله الْمُسلمين يَوْم بدر كَانَ رَحْمَة ونعمة وهزيمتهم يَوْم أحد كَانَ نعْمَة وَرَحْمَة على الْمُؤمنِينَ
فَإِن النَّبِي ﷺ قَالَ لَا يقْضِي الله لِلْمُؤمنِ قَضَاء إِلَّا كَانَ خيرا لَهُ وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إِلَّا لِلْمُؤمنِ إِن أَصَابَته سراء فَشكر الله كَانَ خيرا لَهُ وَإِن أَصَابَته ضراء فَصَبر كَانَ خيرا لَهُ
فَلَمَّا كَانَت حَادِثَة الْمُسلمين عَام أول شَبيهَة بِأحد وَكَانَ بعد أحد بِأَكْثَرَ من سنة وَقيل بِسنتَيْنِ قد ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ بغزوة الخَنْدَق كَذَلِك فِي هَذَا الْعَام ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ بعدوهم كنحو مَا ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ مَعَ النَّبِي ﷺ عَام الخَنْدَق وَهِي غَزْوَة الْأَحْزَاب الَّتِي أنزل الله فِيهَا سُورَة الْأَحْزَاب وَهِي سُورَة تَضَمَّنت ذكر هَذِه الْغُزَاة الَّتِي نصر الله فِيهَا عَبده ﷺ وأعز فِيهَا جنده الْمُؤمنِينَ وَهزمَ الْأَحْزَاب الَّذين تحزبوا عَلَيْهِ وَحده بِغَيْر قتال بل بثبات الْمُؤمنِينَ بلقاء

1 / 147