المسجدَ، وقد قضى النبيُّ ﷺ صلاتَه فقال: مَن يَتجرُ فيقومُ فيصلي معَه»؟ قولُه: فأُدغمتِ الهمزةُ فيه تجوُّزٌ، لأنَّ الهمزةَ أبدلت ياءً وجوبًا، فصَارت كالأصليةِ، مثلُ أَيسر من اليُسر. وإلا فالهمزةُ لا يُتصورُ إدغامُها في الياء. وقولُه: نحو اتَّجرَ على أحدِ القولينِ. ولنا قولٌ أنهُ من تَجر- يَتجرُ، ومنه قراءةُ: (لتَخِذْتَ عليه أجرًا) [الكهف: ٧٧].
والإِجّارُ: السَّطحُ، ليس حَواليهِ ما يردُّ مَن يقعُ، فِعّالٌ من الأجر. تصوَّروا فيهِ النَّفعَ. والجمعْ أجاجيرُ. وفيه لغةٌ أخرى «إِنْجارٌ» بالنون والجمعُ أناجيرُ. وفي الحديث: «فتلقَّى الناسُ رسولَ الله ﷺ في السُّوقِ وعلى الأناجيرِ» أي السطوح.
أج ل:
الأَجَلُ: المدَّةُ المضروبةُ. ويقالُ للمدةِ المضروبةِ لحياةِ الإنسانِ: أجلٌ. وقولُه تعالى: ﴿ولِتَبلُغُوا أجلًا مسمًّى﴾ [غافر: ٦٧] عبارةٌ عن ذلك. وقولُه: ﴿أيَّما الأَجَلَيْنِ قَضَيتُ﴾ [القصص: ٢٨] أي المدَّتينِ المضروبتينِ من الثماني والعشر. وقولُه: دَنا أجلُه أي مدَّتُه، وحقيقتُه استيفاءُ مدةِ حياتِه. وقولُه: ﴿وبَلَغْنا أجَلَنا الذي أجَّلْتَ لنا﴾ [الأنعام: ١٢٨]، قيلَ: حدَّ الموتِ، وقيلَ: حدَّ الهَرمِ، وهما مُتقاربان. وأجَّلتُ الدَّينَ فهوَ مؤجَّلٌ: أي ضربتُ له مدَّةً. وقولُه: ﴿ثم قَضَى أَجلًا وأَجلٌ مُسمى﴾ [الأنعام: ٢]؛ قيل: الأولُ البقاءُ في الدنيا، والثاني البقاءُ في الآخرةِ. وعن الحسنِ: الأولُ البقاءُ في الدنيا، والثاني البقاءُ في القبورِ إلى يوم النُّشورِ. وقيلَ: هما الأولُ النومُ والثاني الموتُ، إشارةٌ إلى قولهِ تعالى: ﴿اللهُ يَتَوفَّى الأنفُسَ حينَ مَوتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامِها﴾
1 / 67