============================================================
والهرم أي: كبر السن، وضعف القوى. وهو عطف على الشيب.
قال الله سبحانه وتعالى: { أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاء كم النذير}(1) .
ولما بلغ رالأربعين سنة أمسك العصا فقيل له: نراك تدمن إمساك العصا ولست بمحتاج إليها؟ فقال لأذكر أني مسافر من هذه الدار. وأنشد أيضا لما خرج من بغداد إلى مصر : ال وب العيش مرتاح إلى بلد والموت يطلبه في ذلك البلد وماش والمنايا فوق هامته لو كان يعلم غيبا مات من كمد اماله فوق ظهر النجم شامخة والموت من بين رجليه على رصد من كان لم يعط علما في حياة غد فما تفكره في رزق بعد غد وأنشد أيضا لما خرج من بغداد أو من مكة إلى مصر: ل قد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها أرض المهامة والقفر فو الله ما أدري إلى الفوز والغنى أساق إليهما أم أساق إلى قبري ولماتمنى بعض الناس موته أنشديقول : ى رجال آموت وإن آمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل اللذي يبغي خلاف الذي مضى تهيا لأخرى مثلها فكأن قد وانما ذكرت لك يا أخي هذه الأشعار لتعرف أن السلف الصالح كان الموت على بالهم لا يغفلون عنه ساعة ويحبون من يذكرهم بالموت سواء كان شيبا أو انحناء آو مرضا أو غير (1) سورة فاطر الآية 37.
14
Bogga 33