85

Commentary on Lum'at al-I'tiqad by Ibn Jibreen

التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

Daabacaha

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Noocyada

فالإشارة في: ﴿بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا﴾ تعود إلى الآيات البينات التي تتلى عليهم، فدل على تسمية القرآن آيات، وقال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ والضمير في (هو) يعود على القرآن المذكور في الآيات قبلها، ثم قال بعدها: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ إلى قوله: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ فأثبت أن هذا الكتاب هو الآيات التي طلبوا، أي: يقوم مقامها في الدلالة والحجة.
(ج) والآية: مركبة من كلمات، والكلمة: مركبة من حروف، فهذا القرآن كلمات وحروف، والكلمة: القول المفرد، وقد تطلق على الجملة، وأصل الحرف: طرف شيء كحرف الوادي، سمي به الواحد من حروف التهجي، وقد تكاثرت الأدلة على أن القرآن كلمات وحروف، وقد حكى الله عن الوحيد المذكور في قوله تعالى: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾ أنه قال: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ فقال الله: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ وهو يشير بقوله ﴿إِنْ هَذَا﴾ إلى القرآن الذي بين أيدينا الذي هو حروف، وكذا أشار إليه الذين كفروا بقولهم: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ﴾ .

1 / 106