38

Commentary on Jabir's Hadith Describing the Prophet's Pilgrimage by Ibn Uthaymeen

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Daabacaha

دار المحدث للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

الجوع فأمه من أجل الأمومة رحمته وخرجت إلى أدنى جبل إليها تستمع لعلها تسمع أحدًا أو ترى أحدا فصعدت الصفا وجعلت تستمع وتنظر فلم تجد أحدًا فرأت أقرب جبل إليها بعد الصفا المروة فاتجهت إليه تمشي وهي تنظر إلى الولد فلما نزلت بطن الوادي احتجب الولد عنها فجعلت تركض ركضا شديدا من أجل أن تلاحظ الولد فلما صعدت من المسيل مشت حتى أتت المروة ففعلت ذلك سبع مرات وهي في أشد ما تكون من الشدة لا بالنسبة إليها جائعة عطشى فقط ولا بالنسبة إلى الولد فقط وعند الشدة يأتي الفرج فبعث الله ﷿ جبريل فضرب بعقبه أو جناحه الأرض في مكان زمزم فنبع الماء بشدة فجعلت أم إسماعيل تحجر الماء تخشى أن يضيع من شدة شفقتها قال النبي ﷺ يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عينًا معينًا. ولكن لا شك أن هذا من حكمة الله ﷿ ووجه ذلك أنه لو كانت عينا معينا في هذا المكان وقرب الكعبة لصار فيها مشقة على الناس ولكن من نعمة الله ﷿ أن صار الأمر كما أراد الله ﵎. لكنها حجرتها ثم شربت من هذا الماء فكان هذا الماء طعامًا وشرابًا وجعلت تسقي الولد والحديث ذكره البخاري مطولا (١) فهذا أصل السعي كما قال النبي ﷺ فلذلك سعى

(١) أخرجه البخاري كتاب الأنبياء، باب (يزفون) النسلان في المشي (٣٣٦٤) .

1 / 42