Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
كان يهم بالمساعدة في جميع أمور الأبرشية، وكان على استعداد دائم لتقديم مساهماته السخية في جميع الأمور المتعلقة بالمدارس والأعمال الخيرية وغيرها من الأعمال، وبالنسبة إلى الاختلافات التي كانت تحدث في الأبرشية أحيانا كما يحدث في غيرها من الأبرشيات، فقد كنت دائما على يقين من مساندته لي. لقد كان يرى أنه ما دام الاعتراض ليس بالأمر المهم، فإنه سيساند رجل الدين، لأنه الأكثر دراية بالظروف، وهو الذي يتحمل المسئولية بأكملها.
كان حديثه مع الغرباء يتسم بالتهذيب المتحوط واتباع الآداب الرسمية إلى حد ما، لكنه في الواقع لم يتسن له الالتقاء بغرباء إلا في مناسبات قليلة.
لقد وصف
2
الدكتور لين، كيف أنه في المناسبة النادرة التي حضر فيها أبي محاضرة (للدكتور ساندرسون) في المعهد الملكي، «نهض جميع الحضور على أقدامهم ... للترحيب به»، بينما قد بدا هو «غير واع تقريبا أن هذا التصفيق الحاد من الممكن أن يكون من أجله.» لقد جعلته الحياة الهادئة في داون يرتبك في المناسبات التي تضم عددا كبيرا من الحضور؛ ففي أمسيات الجمعية الملكية، على سبيل المثال، كان يشعر بالضيق بسبب الأعداد الكبيرة. وكان شعوره بأن عليه أن يعرف الحضور، وما كان يعانيه من صعوبة في تذكر وجوه الناس في السنوات الأخيرة، من الأمور التي تضيف إلى أسباب عدم ارتياحه في مثل هذه المناسبات. لم يكن يدرك أن الناس سيتعرفون عليه من صوره الفوتوغرافية، وأتذكر عدم ارتياحه حين تعرف عليه أحد الغرباء في معرض كريستال بالاس للأحياء المائية.
لا بد لي أن أقول شيئا عن أسلوبه في العمل: من أهم السمات التي كانت تميزه هي احترامه للوقت؛ فهو لم ينس قط قيمته الثمينة. ويتضح ذلك على سبيل المثال في محاولته التقليل من عطلاته، وكذلك يتضح أكثر في محاولته لاختصار مدتها. وكثيرا ما كان يقول إن ادخار الدقائق هي الطريقة التي يمكن بها إنجاز العمل، وقد اتضح حبه لادخار الدقائق فيما كان يشعر به من فرق بين العمل لمدة ربع ساعة والعمل لمدة عشر دقائق؛ فهو لم يهدر قط بضع دقائق إضافية نتيجة لتفكيره بأنها لا تستحق استغلالها في العمل. وكثيرا ما كنت أندهش من طريقته في استنفاد جميع قواه في العمل إلى أقصى حد حتى إنه كان يتوقف عن الإملاء فجأة قائلا: «أعتقد أن علي ألا أعمل أكثر من ذلك.» وتتضح رغبته الشديدة في توفير الوقت مرة أخرى من خلال سرعته في الحركة في أثناء العمل، وأتذكر أنني لاحظت ذلك على وجه التحديد حين كان يقوم بتجربة على جذور الفول، التي كانت تتطلب بعض العناية في التنفيذ؛ إذ كان من الضروري أن يجرى تثبيت أجزاء البطاقات الصغيرة على الجذور بحرص وبطء، لكن الحركات البينية كانت تتم كلها بسرعة، مثل تناول حبة جديدة ورؤية ما إن كان الجذر سليما أم لا، وخرقه بدبوس ثم تثبيته على فلينة ورؤية ما إذا كان رأسيا أم لا، وكذلك بعض الأمور الأخرى؛ وكان يقوم بكل هذه الأمور بنوع من التلهف المكبوح. ودائما ما كان يعطي الانطباع بأنه يستمتع بالعمل دون أي ضجر. ولدي صورة عنه كذلك، وهو يسجل نتائج تجربة ما، إذ كان ينظر بتلهف إلى كل جذر وما إلى ذلك، ثم يكتب بالدرجة نفسها من اللهفة ملاحظاته، وأتذكر أيضا حركة رأسه السريعة صعودا وهبوطا للنظر إلى الأغراض ثم تدوين الملاحظات.
لقد كان يوفر كثيرا من الوقت من خلال عدم القيام بالشيء نفسه مرتين. وبالرغم من أنه كان يكرر بصبر التجارب حين يرجى من ذلك أي نفع، فإنه لم يكن يتحمل تكرار تجربة كان لها أن تنجح من المرة الأولى إن كان قد أولاها كامل عنايته، مما كان يسبب له قلقا مستمرا من أن تضيع التجربة سدى؛ فقد كان يشعر بأن التجربة لها قداستها، مهما كانت بساطتها. وكان يأمل أن يتعلم من التجربة بأقصى درجة ممكنة؛ لذا فإنه لم يكن يقيد نفسه بملاحظة النقطة المحددة التي صممت التجربة لملاحظتها، وقد كان يتمتع بقدرة رائعة على ملاحظة العديد من الأشياء. لا أعتقد أنه كان يهتم بالملاحظات الأولية أو التحضيرية، والتي كان الغرض منها استخدامها كدلائل، ثم يجب أن تعاد مرة أخرى. وكان لا بد أن يكون لكل تجربة يجريها بعض النفع، وأتذكر في هذا السياق مدى حثه على ضرورة الاحتفاظ بالملحوظات المدونة عن التجارب التي فشلت، وقد كان يلتزم بهذه القاعدة دائما.
لقد كان يعاني من الهلع نفسه بخصوص إهدار الوقت فيما يتعلق بالجانب الأدبي من عمله، وكذلك كان يشعر بالحماس نفسه تجاه ما كان يقوم به في اللحظة الحاضرة، مما جعله حريصا على ألا يضطر إلى أن يعيد قراءة أي شيء، دونما ضرورة إلى ذلك.
كان يميل إلى استخدام الطرق البسيطة وعدد قليل من الأدوات. وقد زاد استخدام المجهر المركب بدرجة كبيرة منذ شبابه، وذلك على حساب المجهر البسيط. وإننا لنجده الآن أمرا غريبا أنه لم يأخذ معه مجهرا مركبا في رحلة «البيجل»، لكنه قد اتبع في ذلك نصيحة روبرت داون، الذي كان من الثقات في مثل هذه الأمور. ودائما ما كان شديد التفضيل لاستخدام المجهر البسيط، وكان يرى بأنه مهمل للغاية في هذه الأيام، وأن على المرء أن يرى أكبر قدر ممكن بالمجهر البسيط قبل أن يستخدم المجهر المركب. وهو يتحدث عن هذا الأمر في أحد خطاباته ويقول إنه يرتاب دوما في عمل أي شخص لا يستخدم المجهر البسيط أبدا.
كانت منضدة التشريح الخاصة به عبارة عن لوح سميك، مثبت بإحدى نوافذ غرفة المكتب؛ وقد كانت أقل ارتفاعا من المنضدة العادية؛ لذا فلم يكن يتسنى له العمل عليها واقفا، لكنه لم يكن ليفعل ذلك على أي حال للحفاظ على قواه. كان يجلس إلى منضدة التشريح على كرسي خفيض غريب بلا ذراعين أو ظهر كان ملكا لوالده، والذي كان مقعده يدور حول محور رأسي، وهو مثبت على عجلات كبيرة لكي يتسنى له الاستدارة بسهولة من جانب إلى آخر. كانت أدواته المعتادة وما إلى ذلك تتناثر على المنضدة، وكان يوجد في الجوار عدد من النثريات على منضدة مستديرة مليئة بالأدراج المتشعبة، التي كانت تدور على محور رأسي، وتوجد على جانبه الأيسر، حين يجلس إلى منضدة المجهر. أما الأدراج، فقد كانت تحمل العناوين: «أفضل الأدوات»، «الأدوات التقريبية»، «العينات»، «تحضيرات العينات» ... إلخ. والأمر الأكثر غرابة بشأن محتويات هذه الأدراج، هي العناية الكبيرة في الاحتفاظ ببعض الجذاذات الصغيرة وغيرها من الأغراض العديمة القيمة تقريبا؛ فقد كان يؤمن بالاعتقاد الشائع أنك إن رميت شيئا، فسوف تحتاج إليه مباشرة؛ ولهذا فقد تراكمت الأغراض هناك.
Bog aan la aqoon