Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
في صيف عام 1860، كنت أستجم وأستريح بالقرب من هارتفيلد، والتي ينتشر فيها نوعان من النباتات المندرجة تحت جنس الندية، وقد لاحظت أن العديد من الحشرات قد وقعت في شراك أوراقهما. أخذت معي إلى المنزل بعضا من هذه النباتات، وحين قدمت لها الحشرات، شاهدت حركة مجساتها، وقد دفعني ذلك إلى التفكير بأنه من المحتمل أن تكون الحشرات قد وقعت في الشرك لسبب معين. ولحسن الحظ، خطر بذهني أن أقوم باختبار حاسم، وهو أن أضع عددا كبيرا من أوراقها في سوائل نيتروجينية وغير نيتروجينية لها الكثافة نفسها، وفور أن رأيت أن النوع الأول فقط هو الذي استثار الحركة في الأوراق، أدركت أن ذلك حقل جديد وجيد للأبحاث.
على مدى السنوات التالية، كنت كلما حظيت بفسحة من الوقت، واصلت العمل على تجاربي. وقد نشر كتابي عن «النباتات الآكلة الحشرات» في يوليو عام 1875؛ أي بعد ملاحظاتي الأولى بستة عشر عاما. وقد كان في تأخر نشر هذا الكتاب فائدة عظيمة لي، كما هي الحال مع بقية كتبي؛ إذ يصبح المرء بعد مرور فترة طويلة قادرا على أن ينقد عمله بنفسه، وبجودة تقترب للغاية من تلك التي يقدمها في نقد عمل شخص آخر. لقد كان اكتشاف حقيقة أن نباتا معينا، حين يتعرض للإثارة المناسبة، يفرز سائلا يحتوي على حمض ومادة مخمرة، تشبه السوائل الهاضمة لدى الحيوانات، بالتأكيد اكتشافا هاما.
في خريف هذا العام 1876، سوف أنشر كتابا عن «تأثيرات التلقيح المتبادل والتلقيح الذاتي في المملكة النباتية» وسوف يشكل هذا الكتاب تكملة لكتاب «تلقيح السحلبيات»، وهو الذي وضحت فيه مدى المثالية التي كانت عليها وسائل التلقيح المتبادل، وسوف أقوم في هذا الكتاب الجديد بتوضيح أهمية النتائج. على مدى أحد عشر عاما، كنت أقوم بالتجارب التي أوردتها في هذا الكتاب، وما دفعني إلى القيام بها سوى ملاحظة عارضة. وقد كان لا بد لهذه الملاحظة العارضة أن تتكرر بالطبع قبل أن تسترعي كامل انتباهي إلى تلك الحقيقة الهامة التي تقول بأن الشتلات الناتجة عن التلقيح الذاتي للأصل الأبوي، تكون أقصر من الشتلات الناتجة عن التلقيح المتبادل للأصل الأبوي وأضعف منها، حتى في الجيل الأول. وإنني آمل أيضا في إعادة نشر نسخة منقحة من كتابي عن السحلبيات، وكذلك الأوراق البحثية التي نشرتها عن النباتات الثنائية الشكل والنباتات الثلاثية الشكل، مع بعض الملاحظات الإضافية عن بعض النقاط المتصلة بها، والتي لم يتسن لي الوقت قط في ترتيبها. وسوف أكون قد استنفدت جميع قواي حينئذ، وسأكون مستعدا لأن أدعو الرب قائلا: «والآن فلتطلقني بسلام.» (5-2) كتب في الأول من مايو 1881
نشر كتاب «تأثيرات التلقيح المتبادل والتلقيح الذاتي» في خريف عام 1876، وأنا أعتقد أن النتائج الواردة فيه تساهم في تفسير وجود ذلك العدد اللانهائي من الوسائل المبتكرة الرائعة لانتقال حبوب اللقاح من نبات إلى آخر من النوع نفسه. بالرغم من ذلك، وبناء على ملاحظات هيرمان مولر، فإنني أرى الآن أنه كان علي التركيز بصورة أكبر على وسائل التكيف العديدة للتلقيح الذاتي، وهي التي كنت على دراية جيدة بالكثير منها. وقد نشر من كتابي «تلقيح السحلبيات» طبعة أكثر تفصيلا في عام 1877.
في هذا العام نفسه، ظهر كتاب «الأشكال المختلفة للزهور، إلى آخره» وفي عام 1880، ظهر منه طبعة ثانية. ويتكون هذا الكتاب بصفة أساسية من عدة أوراق علمية عن الزهور ذات الأعضاء الجنسية متفاوتة الأطوال، التي كانت قد نشرت في الأصل عن طريق الجمعية اللينية، والتي خضعت للتحرير وإضافة الكثير من المواد الجديدة إليها، مع تقديم ملاحظات على بعض الحالات الأخرى التي يحمل فيها النبات نفسه نوعين من الزهور. وكما ذكرت سابقا، فإن أيا من اكتشافاتي الصغيرة لم يمنحني من السرور ما شعرت به حين تمكنت من تفسير ظاهرة تفاوت أطوال الأعضاء الجنسية في الزهور. وأعتقد أن النتائج المترتبة على تلقيح هذه الزهور بإحدى الطرق التهجينية، لها أهمية كبيرة؛ إذ إنها ترتبط بموضوع عقم الهجائن، غير أن هذه النتائج لم يلاحظها سوى عدد قليل من الأشخاص.
في عام 1879، نشرت ترجمة لعمل «حياة إيرازموس داروين» لصاحبه الدكتور إرنست كراوس، وقد أضفت وصفا لشخصيته وعاداته، من مواد كنت أمتلكها. لقد كانت الحياة القصيرة التي عاشها هذا الرجل تثير اهتمام العديد من الأشخاص، وقد فوجئت أن عدد النسخ المبيعة لم يزد على 800 أو 900 نسخة.
في عام 1880، نشرت بمساعدة [ابني] فرانك، كتابنا عن «قوة الحركة في النباتات»، وقد كان ذلك عملا شاقا. ويرتبط الكتاب بعض الشيء بكتابي الصغير عن «النباتات المتسلقة»، مثلما يرتبط كتاب «التلقيح المتبادل» بكتاب «تلقيح السحلبيات»؛ فوفقا لمبدأ التطور، لم يكن من الممكن تفسير السبب في أن النباتات المتسلقة قد تطورت إلى العديد من المجموعات التي تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا، ما لم تكن النباتات جميعها تمتلك قدرا بسيطا من القدرة على القيام بالحركة بنحو مماثل. وقد أثبت صحة هذا التفسير، وقادني ذلك إلى تعميم أكثر شمولا، وهو أن أعظم أنواع هذه الحركات وأهمها، وهي التي يحفزها الضوء وقوة الجاذبية وغير ذلك، هي أشكال معدلة من الحركة الأساسية المتمثلة في الالتفاف الدائري. ولطالما كنت أشعر بالسعادة لرفع النباتات لمستوى الكائنات المتعضية؛ لذا فقد سررت بنحو خاص لتوضيح ما يقوم به طرف جذر النبات من حركات كثيرة، وما تظهره من حسن تكيف مثير للإعجاب.
لقد أرسلت الآن (1 مايو 1881) إلى المطابع مخطوطة كتاب صغير عن «تكون العفن النباتي بفعل الديدان»، وهو موضوع لا يشكل أهمية كبيرة، ولا أعلم إن كان سيثير اهتمام القراء أم لا، لكنه يثير اهتمامي. [جدير بالذكر أنه في الفترة بين نوفمبر 1881 وفبراير 1884، بيعت من هذا الكتاب 8500 نسخة.] وهو تكملة لورقة بحثية قصيرة كنت قد قرأتها على الجمعية الجيولوجية منذ ما يزيد على أربعين عاما، وقد قمت فيها بإحياء أفكار جيولوجية قديمة.
الآن وقد ذكرت جميع الكتب التي نشرتها، وهي التي تمثل معالم بارزة في حياتي، فلا يتبقى لي بعدها إلا القليل مما يمكنني قوله. إنني لا ألاحظ أي تغيير في طريقة تفكيري على مدى آخر ثلاثين عاما فيما عدا نقطة واحدة سأذكرها بعد قليل، والواقع أنه ليس ثمة تغيير متوقع سوى التدهور العام. غير أن أبي قد عاش حتى بلغ الثالثة والثمانين، وظل ذهنه حادا كما كان دائما، وظلت جميع قدراته كما هي دون أن يخفت توهجها، وأنا أرجو أن أموت قبل أن يتأثر أدائي الذهني بدرجة كبيرة. أعتقد أنني قد أصبحت أكثر براعة قليلا في تخمين التفسيرات الصحيحة، وفي تصميم الاختبارات التجريبية، لكن ذلك على الأرجح نتيجة الممارسة فقط وتراكم مخزون أكبر من المعرفة. ولا زلت أواجه القدر نفسه من الصعوبة التي كنت أواجهها دائما في التعبير عن نفسي بإيجاز ووضوح، وقد كلفتني هذه الصعوبة ضياع الكثير من الوقت، لكنها قد أفادتني كذلك إذ دفعتني إلى التمهل والتفكير مليا في كل جملة تخرج مني؛ ومن ثم فقد تسنى لي أن أكتشف ما ارتكبت من أخطاء فيما أعرضه من تسويغ منطقي أو في ملاحظاتي أو ملاحظات الآخرين.
يبدو أن ثمة شيئا كارثيا في ذهني يدفعني دائما إلى كتابة رؤيتي أو فرضيتي في البداية بطريقة خاطئة أو غريبة. لقد اعتدت في السابق على أن أفكر في الجمل قبل تدوينها، لكنني اكتشفت منذ عدة سنوات طريقة أخرى وجدت أنها توفر الوقت، وهي أن أكتب ما يدور في عقلي بخط رديء وبأسرع ما أستطيع، مع اختزال نصف الكلمات، ثم أدقق بعد ذلك في تصويبها؛ فغالبا ما تكون الجمل التي تكتب بسرعة وعفوية أفضل كثيرا من تلك التي أتحرى كتابتها.
Bog aan la aqoon