Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
أعتقد أن لعملي على هدابيات الأرجل قيمة كبيرة؛ فإلى جانب وصف العديد من الأشكال الجديدة والمميزة، أوضحت أوجه التشابه فيما يتعلق بأجزائها المختلفة - وقد اكتشفت الجهاز اللاصق بالرغم من أنني ارتكبت خطأ كبيرا بشأن الغدد اللاصقة - وأخيرا فقد أثبت أنه يوجد في أجناس معينة ذكور دقيقة مكملة للخناثى ومتطفلة عليها. وقد ثبتت صحة هذا الاكتشاف الأخير تماما في النهاية، بالرغم من أن أحد الكتاب الألمان قد عزا الأمر بالكامل إلى خيالي الخصب. إن هدابيات الأرجل من المجموعات الشديدة التنوع والتي يصعب تصنيفها، وقد أفادني عملي عليها فائدة عظيمة حين كان علي أن أناقش في كتابي «أصل الأنواع» مبادئ التصنيف الطبيعي. وبالرغم من ذلك، فأنا لست متأكدا مما إذا كان هذا العمل يستحق كل هذا الوقت الكبير الذي استهلكه.
بداية من سبتمبر 1854، كرست وقتي بأكمله لترتيب تلك الكومة الهائلة من الملاحظات التي كتبتها، والملاحظة وإجراء التجارب فيما يتعلق بتحول الأنواع. فلشد ما أذهلني ما اكتشفته في سهول البامبا خلال رحلات «البيجل» من حفريات لحيوانات كبيرة مغطاة بدروع كالتي نراها على حيوانات الأرماديلو المدرعة التي تعيش الآن، وقد أذهلتني أيضا الطريقة التي تتبعها الحيوانات القريبة الصلة من بعضها في الحلول محل بعضها بعضا في التقدم نحو جنوب القارة، هذا بالإضافة إلى الطابع الأمريكي الجنوبي الذي تتميز به معظم الكائنات الموجودة في أرخبيل جالاباجوس، ولا سيما ما يوجد بينها من اختلاف طفيف في كل جزيرة من جزر المجموعة، بالرغم من أنه لا يبدو على أي من هذه الجزر أنها قديمة للغاية من الناحية الجيولوجية.
لقد كان جليا أنه لا يمكن تفسير حقائق مثل هذه وغيرها الكثير إلا بافتراض أن هذه الأنواع قد عدلت بالتدريج، وقد لازم هذا الموضوع ذهني طوال الوقت. وبالقدر نفسه، فقد كان من الجلي أيضا أنه لا يمكن لنا أن نعزي تلك الحالات التي لا تحصى من التكيف الرائع للكائنات الحية مع ظروفها الحياتية؛ مثل قدرة نقار الخشب أو ضفدع الشجر على تسلق الأشجار أو انتشار البذور من خلال الخطاطيف أو الريش، إلى فعل الظروف المحيطة ولا إلى إرادة هذه الكائنات (لا سيما في حالة النباتات). ولطالما انشغلت بالتفكير بشأن أساليب تكيف الكائنات، ولما لم يكن لهذه الأساليب تفسير بعد، فقد بدا لي استخدام الأدلة غير المباشرة في محاولة إثبات أن الأنواع قد عدلت تدريجيا أمرا لا طائل منه.
بعد عودتي إلى إنجلترا، بدا لي أنه من خلال اتباع مثال لايل في الجيولوجيا، وجمع كل الحقائق المتعلقة بأي شكل من الأشكال بتباين النباتات والحيوانات، في ظروف التدجين أو في ظروف البيئة الطبيعية، يمكنني إلقاء بعض الضوء على الموضوع بأكمله. فتحت أول دفتر لكتابة ملاحظاتي في يوليو من عام 1837، وكنت أتبع بدقة مبادئ المنهج العلمي التي وضعها بيكون، وبدون تشكيل أي نظرية، رحت أجمع الحقائق على نطاق شامل، ولا سيما الحقائق المتعلقة بالتكاثر في ظروف التدجين، وقد قمت بذلك من خلال الاستفسارات المطبوعة وتبادل الحديث مع البارعين من مربي الحيوانات والطيور والقائمين على زراعة النباتات، وكذلك من خلال القراءة الموسعة؛ فحين أرى قائمة الكتب التي قرأتها ولخصتها في جميع المجالات، بما في ذلك سلاسل كاملة من الدوريات والمجلات العلمية، أندهش من اجتهادي ومثابرتي. وسرعان ما أدركت أن الانتقاء كان هو العامل الأساسي في نجاح الإنسان في تكوين أعراق ناجحة من الحيوانات والنباتات . وبالرغم من ذلك، فقد ظل مدى انطباق فكرة الانتقاء على الكائنات الحية التي تعيش في البيئة الطبيعية لغزا بالنسبة لي لبعض الوقت.
في أكتوبر من عام 1838؛ أي بعد خمسة عشر شهرا من البدء في استقصائي المنهجي، تصادف أنني كنت أقرأ على سبيل الاستمتاع عمل مالثس الشهير عن النمو السكاني، ولأنني كنت على استعداد تام لإدراك قيمة الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة، وهو الذي شهدته في جميع ملاحظاتي الطويلة والمستمرة لعادات الحيوانات والنباتات، فقد خطر لي على الفور أنه في مثل هذه الظروف، ستبقى التباينات المواتية على الأرجح، وأما التباينات غير المواتية، فسوف تندثر، وسينتج عن ذلك تشكيل أنواع جديدة. وبناء على ذلك، توصلت أخيرا إلى نظرية أستخدمها في العمل، لكنني كنت حريصا للغاية على تجنب الحكم المسبق، حتى إنني قررت أن أنتظر لبعض الوقت، وألا أبدأ حتى في كتابة أي شيء ولو حتى مسودة قصيرة عنها. وفي يونيو عام 1842، سمحت لنفسي لأول مرة بأن أشبع رغبتي في كتابة ملخص قصير للغاية لنظريتي؛ فكتبت ملخصا بالقلم الرصاص في خمس وثلاثين صفحة، وقد توسع هذا الملخص في صيف عام 1844، فبلغ 230 صفحة، وهي التي نسختها مرة أخرى بخط جيد وما زلت أحتفظ بها.
بالرغم من ذلك، فقد أغفلت في ذلك الوقت، مشكلة مهمة للغاية، وإنه ليدهشني كيف أنني قد أغفلتها وأغفلت حلها، إلا أن يكون ذلك من قبيل ما يسمى ببيضة كولومبوس الذي يشير إلى فكرة رائعة أو اكتشاف يبدو بسيطا أو سهلا بعد حدوثه. وتتمثل هذه المشكلة في أن الكائنات العضوية المنحدرة من الأصل نفسه غالبا ما تتشعب صفاتها حين تصبح معدلة. ويصبح تشعبها الشديد واضحا من طريقة ترتيب الأنواع جميعها في أجناس ثم الأجناس في فصائل ثم الفصائل في رتب ثم الرتب في رتب فرعية، إلى آخر ذلك، وأن بإمكاني أن أتذكر البقعة المحددة التي كنت أمر بها وأنا في عربتي حين خطر لي الحل فامتلأت به سرورا، وقد كان ذلك بعد أن انتقلت إلى داون بفترة طويلة. والحل كما أعتقد، هو أن الذرية المعدلة لجميع الأشكال السائدة والمتزايدة غالبا ما تتكيف مع أماكن عديدة وشديدة التنوع في منظومة الطبيعة.
في بداية عام 1856، نصحني لايل بأن أكتب آرائي بتفصيل كامل، وقد بدأت تنفيذ نصيحته على الفور بنطاق يزيد ثلاثة أضعاف أو أربعة عن النطاق الذي كنت أتبعه بعد ذلك في كتابة عملي «أصل الأنواع»؛ غير أنه لم يكن سوى ملخص للمواد التي جمعتها، وقد أنجزت نصف العمل بهذا المعدل. بالرغم من ذلك، فقد أطيح بخططي؛ ففي صيف عام 1858، كان السيد والاس، وهو الذي كان في أرخبيل الملايو حينئذ، قد أرسل لي مقالة بعنوان «عن ميل الضروب إلى الاختلاف كليا عن نمطها الأصلي»، وقد كانت هذه المقالة تتضمن نظريتي نفسها. وقد عبر لي السيد والاس عن رغبته في أن أرسل المقالة إلى لايل للفحص والتمعن، إن استحسنتها.
وردت الظروف التي دفعتني إلى الموافقة على طلب لايل وهوكر بالسماح بنشر مقتطف من مخطوطتي، مع خطاب إلى آسا جراي بتاريخ 5 سبتمبر 1857، في الوقت نفسه مع مقال والاس في دورية «جورنال أوف ذا بروسيدينجز أوف ذا لينيان سوسايتي» 1858، ص45. في البداية، كنت معرضا عن الموافقة؛ إذ إنني حسبت أن السيد والاس سوف يرى قيامي بذلك أمرا غير مبرر على الإطلاق؛ فلم أكن حينئذ أعرف مدى كرمه ونبل أخلاقه. لم يكن ذلك المقتطف من مخطوطتي ولا خطاب آسا جراي مجهزين للنشر، وقد كتبا بطريقة رديئة، أما مقال السيد والاس، فقد كان مكتوبا بأسلوب فصيح وواضح. وبالرغم من ذلك، فلم يحظ إنتاجنا المشترك إلا بقدر قليل من الاهتمام، والإشارة الوحيدة التي أذكر أنها قد نشرت عن هذا العمل، هي إشارة البروفيسور هوتون من دبلين، وقد كان رأيه فيه أن كل ما هو جديد فيه خاطئ، وكل ما هو صواب فيه قديم. ويوضح ذلك مدى ضرورة شرح أي آراء جديدة بإسهاب كاف كي تثير انتباه الجمهور.
في سبتمبر من عام 1858، تفرغت بناء على النصيحة التي شدد عليها كل من لايل وهوكر لإعداد كتاب عن تحول الأنواع ، لكنني كثيرا ما كنت أضطر إلى التوقف عن العمل فيه نظرا لاعتلال صحتي، والزيارات القصيرة التي كنت أقوم بها إلى مصحة الدكتور لين الرائعة للعلاج المائي في مور بارك. لقد لخصت المخطوطة التي كنت قد بدأت في العمل فيها على نطاق أكبر كثيرا في عام 1856، وأكملت الكتاب على هذا النطاق الضيق نفسه. وقد استغرق مني إنجازه ثلاثة عشر شهرا وعشرة أيام من العمل الشاق، ونشر بعنوان «أصل الأنواع» في نوفمبر 1859. وبالرغم من أنني صححت فيه وأضفت إليه قدرا غير هين في الطبعات التالية، فقد ظل هو الكتاب نفسه بصفة أساسية.
لا شك في أنه العمل الأهم في حياتي، وقد كان ناجحا للغاية من البداية. لقد بيعت الطبعة الأولى الصغيرة منه، التي كانت تتكون من 1250 نسخة، في يوم النشر، ونفدت الطبعة الثانية التي تكونت من 3000 نسخة بعدها بفترة قصيرة. وقد بيعت في إنجلترا ستة عشر ألف نسخة حتى الآن (1876)، وهو عدد كبير بالنظر لطبيعة الكتاب الجافة. وقد ترجم إلى جميع اللغات الأوروبية تقريبا، بما فيها الإسبانية والبوهيمية والبولندية والروسية. ووفقا للآنسة بيرد، فقد ترجم أيضا إلى اليابانية، وهو يدرس كثيرا هناك. وقد ظهر عنه مقال بالعبرية أيضا يقول بأن النظرية قد وردت في العهد القديم! ظهر عنه عدد كبير من المراجعات، وقد ظللت لبعض الوقت أجمع كل ما كتب عنه وعن كتبي المرتبطة به، وقد بلغ عدده 265 (مع استثناء المراجعات التي نشرت في الصحف)، غير أنني توقفت عن ذلك يئسا بعد فترة. وقد ظهر عن الموضوع العديد من الكتب والمقالات المنفصلة، وكان يصدر في ألمانيا فهرس أو قائمة بالكتب التي صدرت عن «الداروينية» كل عام أو عامين.
Bog aan la aqoon