Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
في صيف عام 1842، تحسنت صحتي وأصبحت أقوى مما كنت عليه لبعض الوقت، وذهبت إلى شمال ويلز في رحلة قصيرة بمفردي، لملاحظة تأثير الأنهار الجليدية القديمة التي كانت تملأ جميع الوديان الأكبر سابقا. وقد نشرت تقريرا قصيرا عما رأيته في مجلة «فلوسوفيكال ماجازين».
9
وقد أثارت هذه الرحلة اهتمامي بدرجة كبيرة، وقد كانت تلك هي آخر مرة تمكنت فيها من تسلق الجبال أو السير لمسافات طويلة، وهما أمران ضروريان للعمل الجيولوجي.
في الجزء الأول من فترة إقامتنا في لندن، كنت أمتلك من القوة ما يكفي للاندماج في المجتمع، ورأيت عددا كبيرا من رجال العلم، وغيرهم من الرجال البارزين بنحو أو بآخر. وسوف أوضح هنا انطباعاتي عن بعضهم، بالرغم من أنني ليس لدي الكثير مما يستحق أن يقال.
التقيت بلايل أكثر مما التقيت بأي شخص على الإطلاق، قبل زواجي وبعده. وفي رأيي، كان ذهنه يتميز بالوضوح والحيطة وسداد الرأي، مع قدر كبير من التميز والأصالة. وحين كنت أخبره بأي من ملاحظاتي عن الجيولوجيا، لم يكن ليهدأ بالا حتى يرى المسألة بأكملها، وغالبا ما كان يساعدني على رؤيتها بوضوح أكثر من ذي قبل. وكان يقدم جميع اعتراضاته الممكنة على اقتراحي، وحتى بعد أن تنفد كلها، فإنه يظل متشككا لفترة طويلة. وقد كان من صفاته أيضا تشجيعه الصادق لأعمال غيره من رجال العلم.
بعد عودتي من رحلة «البيجل»، شرحت له آرائي عن الشعاب المرجانية، وهي التي كانت تختلف عن آرائه، وقد أدهشني للغاية وشجعني كذلك ما أبداه من اهتمام شديد. لقد كان يجد في العلم متعة كبيرة، وكان يكن اهتماما شديدا تجاه مستقبل البشرية. كان عطوفا للغاية ومتحررا تماما في معتقداته الدينية، لكنه كان يؤمن بشدة بالله. وكان إنصافه بارزا للغاية، وقد اتضح ذلك إذ تحول إلى مناصرة نظرية الارتقاء، بالرغم من أنه اشتهر بمعارضة آراء لامارك، لكن ذلك كان بعد تقدمه في السن. لقد ذكرني بأنني قلت له قبل سنوات عديدة عندما كنا نناقش معارضة المدرسة القديمة من علماء الجيولوجيا لآرائه الجديدة: «لكم سيكون جيدا لو أن العلماء يموتون عندما يبلغون الستين؛ إذ إنهم لو عاشوا أكثر من ذلك، لعارضوا بالتأكيد جميع الأفكار الجديدة.» بالرغم من ذلك، فقد تمنى لو أنه يعيش.
إن علم الجيولوجيا يدين إلى لايل بالكثير، أكثر من أي شخص آخر على الإطلاق، في رأيي. وحين كنت على وشك البدء في رحلة «البيجل»، نصحني هنزلو الحصيف، الذي كان كغيره من علماء الجيولوجيا في ذلك الوقت يؤمن بتتابع الكوارث الجيولوجية، بأن أحضر الجزء الأول من كتاب «مبادئ الجيولوجيا» الذي كان قد نشر للتو، وأدرسه، على ألا أقبل بالآراء التي يقول بها على أي حال. لكم اختلف الآن رأي الناس في هذا الكتاب! وإنني أفتخر إذ أتذكر أن أول مكان مارست فيه عملي بالجيولوجيا، وهو سانت جاجو الموجود في أرخبيل الرأس الأخضر، قد أقنعني بالتميز الشديد لآراء لايل عما سواها مما قرأت أو عرفت من غير كتب لايل.
ويمكننا رؤية ذلك الأثر القوي الذي خلفته أعمال لايل يتضح جليا في تقدم العلوم في فرنسا وإنجلترا؛ فمن الممكن أن نعزي السبب في التجاهل التام الحالي لفرضيات إيلي دو بومون الجامحة، مثل فرضيته عن «فوهات الارتفاع» وكذلك «خطوط الارتفاع» (وقد سمعت عن الفرضية الأخيرة من سيجويك وهو يمتدحها للغاية في الجمعية الجيولوجية.) إلى لايل.
كنت ألتقي كثيرا بروبرت براون أو «رائد علم النبات» كما كان يدعوه هومبولت. وقد كنت أرى أن أهم ما يميزه في رأيي هو براعة ملاحظاته ودقتها البالغة. لقد كان غزير المعرفة بدرجة استثنائية، لكن أغلب هذه المعرفة قد مات معه بسبب خوفه الشديد من ارتكاب أي خطأ على الإطلاق. وقد أغدق علي من معرفته دون حساب، غير أنه كان كتوما أحيانا بنحو غريب فيما يتعلق ببعض النقاط. كنت قد زرته مرتين أو ثلاثا قبل رحلة «البيجل»، وفي إحدى هذه المرات، طلب مني أن أنظر في مجهر وأصف ما أراه. وقد فعلت ذلك، وأعتقد الآن أن ما رأيته كان تيارات البروتوبلازم الرائعة في خلية نباتية ما. وقد سألته بعد ذلك أن يخبرني بماهية ما رأيته، لكنه أجابني: «ذلك هو سري الصغير.»
لقد كان قادرا على البذل والعطاء إلى أبعد حد؛ فحتى حين كان كبيرا ومعتل الصحة وغير قادر على بذل أي مجهود شاق، كان يوميا يزور (كما أخبرني هوكر) خادما كبير السن كان يعيش على مسافة منه، (وهو الذي كان يعوله) ويقرأ له بصوت عال. وإن ذلك لكاف لأن يغفر له أي كتم للعلم أو غيرة فيه.
Bog aan la aqoon