Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
عزيزي هوكر
أشكرك شكرا حارا أكثر مما تتخيل على خطابك. كان حكمك [بشأن مخطوطة فصل التوزيع الجغرافي] مصدر راحة كبيرة لي. أقسم بشرفي إنني لم أكن أدري إن كنت ستقول إنه (وأعلم أنك كنت ستقولها برفق شديد) سيئ جدا، حتى إنك سترجوني أن أحرقه كله. أرى من وجهة نظري أن مخطوطتي أزالت عن كاهلي بعض الصعوبات، وبدا لي أن الصعوبات قد عرضت بإنصاف إلى حد كبير، لكنني صرت في حيرة شديدة وسط حقائق وأدلة وحجج وآراء متضاربة؛ حتى إنني خالجني شعور عميق بأنني فقدت كل ما لي من قدرة على الحكم. إن رأيك العام إيجابي أكثر مما توقعت.
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون، 23 نوفمبر [1856]
عزيزي هوكر
أخشى أنني سوف أصيبك بالضجر بسبب الخطابات، لكن لا ترد على هذا الخطاب؛ إذ إنني في الحقيقة ودون تملق، أقدر خطاباتك كثيرا، حتى إنه بعد كم الخطابات الكبير مؤخرا، أشعر أنني كنت مسرفا وصرفت نقودا كثيرة جدا؛ ومن ثم، سيكون علي التقتير في جانب آخر.
حين أرسلت مخطوطتي ساورني شعور قوي أنه كان يجب إرسال بعض الأسئلة المبدئية حول مسببات التباين. إن كوني مصيبا أم مخطئا في هذه النقاط إنما هي مسألة منفصلة بالكامل، لكن الاستنتاج الذي توصلت إليه، بمعزل تماما عن التوزيع الجغرافي، هو أن الظروف الخارجية (التي كثيرا ما تستهوي علماء التاريخ الطبيعي) لها أثر «قليل جدا» بمفردها. أما درجة تأثيرها، فهي النقطة التي أشعر فيها بضعفي الشديد بين كل النقاط الأخرى. إنني أحكم بناء على حقائق التباين تحت تأثير التدجين، وربما سأحصل على مزيد من المعلومات. لكن في الوقت الحالي، بعد كتابة مسودة حول هذا الموضوع، يتمثل استنتاجي في أن تأثير الظروف الخارجية ضئيل «للغاية»، عدا التسبب في مجرد القابلية للتباين. إن تلك القابلية للتباين (التي تجعل الطفل «غير» مشابه لوالده تشابها دقيقا) أراها مختلفة «تماما» عن تكون ضرب مميز أو نوع جديد. (لا شك أن القابلية للتباين تخضع لقوانين، والتي أحاول على نحو معقد اكتشاف بعض منها.) أرى أن تكون أحد الضروب أو الأنواع القوية يكاد يرجع بالكامل لانتقاء ما قد يسمى خطأ تباينات أو قابلية تباين «عرضية». يرتبط هذا الانتقاء على نحو مباشر بالزمن، ولا يمكن أن يتم في الطبيعة إلا ببطء شديد. مرة أخرى، الاختلافات الطفيفة المنتقاة، التي ينتج بها أخيرا عرق أو نوع، ترتبط، كما يمكن إثباته حسبما أعتقد (حتى مع النباتات، ومع الحيوانات كما هو جلي)، في علاقة أهم كثيرا مع رفقائها أكثر من الظروف الخارجية؛ لذلك، حسب مبادئي، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، لا يمكنني الاتفاق مع فرضيتك أن الزمن والظروف المتبدلة والرفقاء المتبدلين «شروط القابلية للتحويل»؛ فأنا أرى أن الأول والأخير أكثر «كثيرا» في الأهمية؛ فالزمن ليس مهما إلا بقدر ما يتيح المجال للانتقاء. يعلم الرب ما إن كنت ستدرك ما أقصده أم لا. سوف يكون علي مناقشة الصعوبة التي تتحدث عنها بشأن أشكال المنطقة المعتدلة ومنطقة جنوب القطب الشمالي في نصف الكرة الأرضية الجنوبي والتفكير فيها أكثر مما فعلت بالفعل. لكنني أميل للاعتقاد أنني مصيب (إن كانت مبادئي العامة صحيحة) في أنه سيكون ثمة نزوع ضئيل لتكوين نوع جديد، خلال فترة الهجرة، سواء قصرت أو طالت، رغم أنه من المحتمل أن قدرا كبيرا من القابلية للتباين قد يحدث.
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
24 ديسمبر [1856] ... كم أتمنى لو كنت أعيش قريبا منك لأناقش الأمور معك. كنت أقارن لتوي بين تعريفات النوع، وأبين بإيجاز كيف يستنبط علماء التاريخ الطبيعي المعنيون بالتصنيف مواد بحثهم. كانت زهرة الحوض في كتاب «نباتات الهند» مثالا ممتازا لي. إنه مما يدعو للضحك حقا أن ترى مدى اختلاف الأفكار التي توجد في أذهان العديد من علماء التاريخ الطبيعي، حين يتحدثون عن «الأنواع»؛ فلدى البعض التشابه هو كل شيء والانحدار قليل الشأن؛ ولدى البعض الآخر، يبدو أن التشابه ليس مهما ، والخلق هو الفكرة المهيمنة؛ ولدى آخرين، الانحدار هو السر؛ ولدى آخرين، العقم اختبار لا يخطئ، بينما يرى آخرون أنه عديم القيمة تماما. أعتقد أن كل هذا ينبع من محاولة تعريف ما هو غير قابل للتعريف. أظن أنك فقدت البذور السوداء الغريبة التي كانت في زبل الطيور، التي نبتت. على أي حال، الأمر لا يستحق الانزعاج بشأنه؛ فلدي نحو دزينة من البذور المستخرجة من زبل طيور صغيرة.
الوداع يا عزيزي هوكر
Bog aan la aqoon