201

Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Noocyada

من تشارلز داروين إلى آسا جراي

داون، 20 يوليو [1856] ... رغم ما في ذلك من أنانية، أود أن أخبرك (إذ لا «أعتقد» أنني قد فعلت ذلك) كيف أرى عملي. منذ تسعة عشر عاما (!) خطر لي أثناء انشغالي بشيء مختلف في التاريخ الطبيعي أنه ربما قد يكون من الجيد إن سجلت أي حقائق متعلقة بمسألة أصل الأنواع، وهذا ما أخذت أفعله منذ ذلك الوقت. إن الأنواع إما تكون قد خلقت على نحو مستقل، وإما انحدرت من أنواع أخرى، مثل الضروب الخاصة بنوع واحد. أعتقد أنه من الممكن أن نبرهن على إمكانية حصول الإنسان على ضروبه الأكثر تميزا بالحفاظ على تلك الأجدر بالإبقاء عليها والقضاء على الأخرى، لكن لا بد أن أملأ كراسا إن استرسلت في هذا الشأن. على سبيل الإيجاز، إنني أفترض أن الأنواع تنشأ مثل ضروبنا الداجنة مع «الكثير» من الانقراض؛ بعد ذلك أختبر هذه النظرية بالمقارنة مع أكبر عدد يمكنني أن أجده من الفرضيات العامة الراسخة التي وضعت في التوزيع الجغرافي والتاريخ الجيولوجي والقرابات، إلخ، إلخ. ويبدو لي، مع «افتراض» أن تلك النظرية قد تفسر تلك الفرضيات العامة، إننا لا بد، عملا بالأسلوب الشائع في معالجة كل العلوم، أن نقر بها حتى يعثر على نظرية أفضل. فمن وجهة نظري القول بأن الأنواع خلقت كيت وكيت ليس تفسيرا علميا؛ إنما هي طريقة منمقة لقول إنها كيت وكيت. لكنه من غير المعقول أن أحاول توضيح كيف أسعى للمواصلة في الأمر في إطار خطاب. لكن للأمانة، لا بد أن أخبرك أنني توصلت لاستنتاج مخالف يرى أن الأنواع لم تخلق على نحو مستقل - أن الأنواع ليست سوى ضروب محددة للغاية. أعلم أن هذا سيجعلك تحتقرني. وأنا لا أقلل من شأن الصعوبات «الهائلة» المتعددة التي تكتنف وجهة النظر هذه، غير أنه يبدو لي أنها تفسر الكثير من الأشياء غير القابلة للتفسير بطريقة أخرى بحيث يصعب أن تكون خاطئة. وعلى سبيل الإشارة فقط إلى نقطة في خطابك الأخير، ألا وهي أن الأنواع التي في الجنس نفسه «بوجه عام» لها منطقة مشتركة أو متصلة؛ إن كانت بالفعل منحدرة مباشرة من نوع واحد، فهكذا سيكون الحال بالطبع؛ والاستثناءات الكثيرة جدا للأسف (بالنسبة لي) لا بد من تفسيرها بالتغيرات المناخية والجيولوجية. وبناء على هذه النظرية (لكن على الأسس نفسها تحديدا) لا بد أن يكون لكل أفراد النوع نفسه توزيع متصل. لقد ألفت فصلا في هذا الجزء الأخير من الموضوع، وتفضل هوكر بقراءته. كنت أعتقد أن الاستثناءات والصعوبات هائلة جدا في مجملها حتى إن كفتها رجحت مقابل أفكاري، لكنني سررت جدا حين وجدت أنها لاقت قبولا لدى هوكر، الذي قال إنه لم يصبه ذلك القدر الكبير من الحيرة بشأن ديمومة الأنواع قط.

لا بد أن أقول كلمة أخرى من قبيل التبرير (فأنا متأكد أنك ستميل لاحتقاري أنا وأفكاري الغريبة)، وهي أن كل أفكاري حول «كيفية» تغير الأنواع مستقاة من دراسة طويلة متصلة لأعمال خبراء الزراعة والبستنة (والتواصل معهم)؛ وأعتقد أنني أدرك بوضوح تام الطرق التي تستخدمها الطبيعة لتغيير أنواعها وجعلها قادرة على «التكيف» مع العوارض العجيبة والرائعة الجمال التي يتعرض لها كل كائن حي.

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، 30 يوليو، 1856

عزيزي هوكر

خطابك «عظيم» القيمة بالنسبة لي. لم أستطع الحصول على إجابة محددة من لايل [بشأن نظرية الامتدادات القارية التي قال بها فوربس وآخرون]، كما سترى في الخطابات المرفقة، وإن كنت استنتجت أنه لا يقيم وزنا لحججي. ولولا هذا الخطاب، لكنت استخدمت لهجة شديدة جدا. أرجو أن تطمئن أنني سوف أعبر عن شكوكي بطريقة مقبولة. لم يوضع أحد في مأزق كالذي وضعت فيه قط؛ فإن الامتدادات القارية التي تفترضونها ستزيل صعوبات هائلة تتعارض مع أفكاري، ورغم ذلك لا أستطيع أن أقر بصحة النظرية؛ ولذلك يجب أن أعترف بهذا؛ فلا يمكنني تجاهل حقيقة عدم العثور على حتى ولو كسرة من صخرة من العصر الميزوزوي أو الباليوزي على أي جزيرة على ارتفاع 500 أو 600 ميل من البر الرئيسي. وإنك بالأحرى تسيء فهمي حين تعتقد أنني أشك في «احتمال» حدوث هبوط بقدر 20 أو 30 ألف قدم؛ إنه مجرد احتمال، مع وضع تلك الأدلة التي لدى كل منا عن التوزيع في الاعتبار. لم أتبين بعد مسألة توزيع الثدييات، «المتطابقة» والقريبة من بعضها، بكامل تفاصيلها، من ناحية «عنصر عمق البحر»؛ لكن بقدر ما درست، كانت النتائج متفقة لدرجة أثارت دهشتي مع اعتقادي المزعج جدا بعدم وقوع تلك التغيرات الجغرافية الكبرى التي تعتقد فيها؛ ومن ناحية الثدييات، فبالتأكيد ما نعرفه عن وسائل توزيعها أكثر مما نعرفه عن أي طائفة أخرى. لا شيء يثير سخطي مثل أن أجد نفسي أتوصل دائما لاستنتاجات مختلفة عن استنتاجات متخصصين أفضل مني، من الحقائق نفسها.

أعتقد أنني قد أزلت مؤخرا العديد من الصعوبات الكبرى (غير الجغرافية) التي تعترض سبيل أفكاري، لكن يعلم الرب أنها قد تكون محض هلوسة.

أرجوك أن تعيد خطابات لايل.

يا له من خطاب رائع الذي كتبه لايل إليك، ويا له من رجل رائع! أختلف معه كثيرا في ظنه أن أولئك الذين يعتقدون أن الأنواع «ليست» ثابتة سيضاعفون عدد الأسماء النوعية: في حالتي أنا، أعلم أن مصدر قلقي الأكثر تواترا كان هو ما إن كان الآخرون لن يعتقدوا أن هذا أو ذاك كان مثلا برنقيلا من خلق الرب، وبالتأكيد استحق اسما. خلافا لذلك كان لا بد أن أفكر فحسب فيما إن كان حجم الاختلاف والاستمرار كافيا لتبرير الحاجة لاسم. كما أنني مندهش إزاء اعتقاده أنه من غير الهام ما إن كانت الأنواع مخلوقة على نحو مستقل أم لا؛ متى أثبت أن كل الأنواع تنشأ بالانحدار، بقوانين التغيير، ستكون لدينا أدلة جيدة فيما يتعلق بالفجوات التي في التكوينات. وكم سيختلف التاريخ الطبيعي، وذلك بعد أن نكون في القبر، حين يعتقد أن كل قوانين التغير أحد أهم أجزائه؟

Bog aan la aqoon