140

Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Noocyada

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، فانبرا، كنت

الخميس، سبتمبر، 1846

عزيزي هوكر

أرجو أن يلحق بك هذا الخطاب في كليفتون؛ فلم يحل بيني وبين الكتابة إليك إلا أنني لم أكن على ما يرام، وكذلك زيارة آل هورنر لي، وهو ما شغل وقتي بالكامل بجانب بروفات الطباعة الكريهة. لا شك أنه قد مضى وقت طويل منذ أن تبادلنا الخطابات، لكن اسمح لي أن أخبرك أنني آخر من كتب، إلا أنني لا أستطيع أن أتذكر عن ماذا، وإن كنت أعتقد أنه كان بعد قراءة عملك الأخير [«نباتات القطب الجنوبي»]؛ حيث أرسلت إليك خطاب مديح فريد من نوعه، مع الوضع في الاعتبار أنه من رجل بالكاد يستطيع التفريق بين زهرة الأقحوان وزهرة الهندباء البرية إلى عالم نباتات متمرس ...

لا أتذكر الأبحاث التي أعطتني هذا الانطباع، لكن يرد على ذهني بثبات هذا البحث، الذي تقر بصحة ما أقوله بشأنه، والذي يتعلق بالأهمية الصغيرة التي يشكلها تركيب التربة الكيميائي بالنسبة للحياة النباتية عليها. يا لها من حقيقة جازمة! تلك التي لفت نظري إليها آر براون ذات مرة، عن كلسية نباتات معينة هنا، وهي التي لا تكون كذلك في ظروف مناخية ملائمة أكثر في القارة الأوروبية، أو العكس؛ فقد نسيت أيهما صحيح، لكن لا شك أنك ستدرك ما الذي أشير إليه. بالمناسبة، ثمة بعض الحالات المشابهة في بحث هربرت في دورية «جورنال أوف ذا هورتيكالتشرال سوسايتي» [1846]. هل قرأته؟ أراه في غاية الأصالة، ويرتبط ارتباطا «مباشرا» بأبحاثك الحالية [المتعلقة بتعدد الأشكال والتباين وغير ذلك.] بالنسبة لشخص «غير متخصص في علم النبات»، تمثل الطبيعة الكلسية أكثر السمات تميزا في أي حياة نباتية في إنجلترا. لماذا لا تأتي هنا لتقوم بملاحظاتك؟ سوف «نذهب» إلى ساوثامبتون، من أجل الجمعية البريطانية، إن لم تخذلني شجاعتي ومعدتي. (ألا تعتبره من واجباتك أن تكون هناك؟) ولم لا تأتي هنا بعد ذلك و«تعمل»؟ ... (3) أفرودة هدابيات الأرجل، من أكتوبر 1846 إلى أكتوبر 1854 [كتب أبي خطابا إلى السير جيه دي هوكر عام 1845، قائلا: «أرجو أن أنهي في الصيف القادم كتابي «جيولوجيا أمريكا الجنوبية»، ثم أنشر عملي الصغير المتعلق بعلم الحيوان ثم أعمل في عمل عن الأنواع ...» توضح هذه الفقرة أنه لم يكن ينوي في ذلك الوقت أن يضع دراسة مستفيضة عن هدابيات الأرجل. في الواقع، يبدو أن نيته الأصلية كانت حل مشكلة معينة فحسب؛ وذلك كما عرفت من السير جيه دي هوكر. وهذا يتفق تماما مع الفقرة التالية من السيرة الذاتية التي كتبها: «حين زرت ساحل تشيلي، وجدت نوعا غريبا للغاية يحفر في أصداف حلزونيات أذن البحر التشيلي، وقد كان يختلف اختلافا كبيرا عن جميع ما رأيته من هدابيات الأرجل، فاضطررت إلى أن أضعه في رتبة فرعية جديدة له وحده ... وحتى أفهم تركيب هذا النوع الجديد من هدابيات الأرجل، كان علي فحص كثير من الأشكال الشائعة وتشريحها؛ وهذا أدى بي تدريجيا إلى دراسة المجموعة كلها.» لكن يبدو أنه في السنوات اللاحقة قد انتابه بعض الشك بشأن قيمة هذه السنوات الثماني من العمل؛ على سبيل المثال حين قال في سيرته الذاتية: «كان العمل ذا فائدة كبيرة بالنسبة لي، حين كان يتحتم علي مناقشة مبادئ التصنيف الطبيعي في كتاب «أصل الأنواع». رغم ذلك يساورني شك فيما إن كان العمل يستحق استغراق كل ذلك الوقت.» إلا أنني عرفت من السير جيه دي هوكر أنه أدرك بحق في ذلك الوقت قيمته باعتباره تدريبا تصنيفيا؛ فقد كتب السير جوزيف إلي قائلا: «أدرك أبوك ثلاث مراحل في حياته المهنية بصفته عالم أحياء: مجرد جامع للأشياء في كامبريدج؛ ثم جامع للأشياء وملاحظ لها في رحلة سفينة «البيجل»، ولعدة سنوات بعد ذلك؛ ثم عالم التاريخ الطبيعي المدرب فقط بعد دراسته عن هدابيات الأرجل. أما عن إن كان مفكرا طيلة ذلك الوقت، فهو أمر صحيح جدا، وجزء كبير من كتاباته السابقة لدراسة هدابيات الأرجل لا يملك أي عالم مدرب في التاريخ الطبيعي إلا الاقتداء بها ... وكثيرا ما كان يشير إلى هذا المجال باعتباره فرعا هاما من المعرفة، وكان يضيف أنه حتى العمل «البغيض» المتعلق بالوصف والبحث عن المترادفات، لم يحسن طرقه فحسب، وإنما أيضا فتح عينيه على عيوب أعمال أقل علماء التصنيف براعة ومزاياها. وكان من نتائج ذلك أنه لم يكن ليسمح قط بمرور أي ملحوظة انتقاص عن أقل العاملين براعة في مجال العلم دون الاعتراض عليها، على أن تكون أعمالهم أمينة وجيدة في فئتها. وطالما اعتبرت هذه إحدى أفضل الخصال في شخصيته؛ هذا التقدير الكريم لبناة العلم، ومجهوداتهم ... وكانت كتابة أفرودة هدابيات الأرجل هي التي أدت إلى ذلك.»

سمح البروفيسور هكسلي لي باقتباس رأيه عن قيمة السنوات الثماني التي خصصت لدراسة هدابيات الأرجل:

في رأيي، لم يفعل أبوك الفطن شيئا أكثر حكمة من تكريس نفسه للعمل على كتابه عن هدابيات الأرجل الذي كلفه سنوات من الكدح والصبر.

إنه، مثل بقيتنا، لم يتلق تدريبا لائقا في علم الأحياء، وطالما اعتقدت أن رؤيته لضرورة إعطاء نفسه ذلك التدريب مثال واضح على بصيرته العلمية وكذلك على شجاعته؛ لأنه لم يتهرب من الجهد اللازم للحصول عليه.

الخطر العظيم الذي يحدق بكل الرجال من ذوي الملكة الجبارة على التخمين هو الإغراء المتمثل في التعامل مع الحقائق المعترف بها في مجال العلوم الطبيعية، كما لو كانت ليست صحيحة فحسب، وإنما جامعة أيضا؛ كما لو كان يمكن التعامل معها بالاستنباط، بنفس طريقة التعامل مع فرضيات إقليدس. في الواقع، كل من هذه الحقائق، مهما كانت صحيحة، لا تعد صحيحة إلا في ضوء وسائل ملاحظة أولئك الذين أعلنوا عنها ووجهات نظرهم. وهي يمكن الاعتماد عليها حتى هذا الحد فقط. أما ما إن كانت ستدعم كل الاستنتاجات التخمينية التي قد تستخلص منها منطقيا، فهذه مسألة مختلفة تماما.

Bog aan la aqoon