Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
لقد تلقيت أمس نسخة من كتابك «أسفار» [«أسفار في أمريكا الشمالية» الذي يقع في مجلدين، وظهر في 1845.] ويروق لي بشدة مظهره الخارجي ومحتواه؛ لم أقرأ سوى نحو اثنتي عشرة صفحة ليلة أمس (حيث انتابني التعب من إعداد الدريس)، لكنني رأيت ما يكفي لأدرك كم سيثير اهتمامي «بدرجة كبيرة»، وعدد الفقرات التي سأخط خطوطا تحتها. ويسعدني أنني وجدت لمحة جيدة عن التاريخ الطبيعي؛ وسوف أدهش إن لم يبع بأعداد كبيرة جدا ...
كم أشعر بالأسف حين يخطر لي أننا لن نراك هنا ثانية لمدة طويلة؛ أرجو أن تسترخي قليلا قبل السفر، وتلتمس يوما تنعم فيه بالنسيم العليل قبل أن تهب عليك نسمات المحيط ...
صديقك للأبد
سي داروين
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، السبت [1 أغسطس، 1845]
عزيزي لايل
ظلت أمنية الكتابة إليك تراودني طوال الأسبوع الماضي، لكنني استنفدت كل ما أوتيت من قوة في الإعداد لنشر الجزء الثاني [من الطبعة الثانية من «يوميات الأبحاث».] أسعدني خطابك كثيرا، بل أكثر مما أسعدك إهدائي على ما أعتقد، وأشكرك شكرا جزيلا عليه. لقد أثار عملك اهتمامي بشدة، وسأطلعك على انطباعاتي، رغم أنني لم أكتب ملحوظات، ولا تجشمت عناء تذكر أي انطباع معين عن ثلثي المجلد الأول ؛ إذ لم يخطر لي قط أنك قد تأبه لسماع ما يدور بخلدي بشأن الأجزاء غير العلمية. أعتقد أن الانطباع الأول هو الأسف الذي سيشاركني فيه الأغلبية (رغم أنني لم أر فعليا مخلوقا منذ قراءته) لعدم عرض المزيد من [الأجزاء] غير العلمية. أنا لست حكما جيدا؛ فأنا لم أقرأ شيئا؛ أي شيئا غير علمي، عن أمريكا الشمالية، لكن العمل ككل وجدته جديدا ومبتكرا وشائقا. لقد بدا لذهني أن مناقشاتك تحمل الدليل الواضح على الفكر الناضج، والاستنتاجات المستمدة من الحقائق التي عاينتها بنفسك، وليس من آراء الأشخاص الذين قابلتهم؛ وأعتقد أن هذا أمر نادر نسبيا.
أثار انزعاجي بشدة مناقشتك لمسألة العبيد؛ لكن حيث إن اهتمامك برأيي في هذه النقطة يكاد يكون معدوما، فلن أقول سوى أنها سببت لي ساعات من الأرق والضيق. إن وصفك للحالة الدينية للولايات المتحدة على وجه الخصوص أثار اهتمامي؛ فإنني في غاية الدهشة من جرأتك الشديدة في مواجهة رجال الكهنوت. في فصل الجامعة، تناولت رجال الكهنوت، بدلا من القائمين على التعليم، بأقصى درجات القسوة والعدل، وأرى أن في هذا جرأة شديدة؛ فأنا أحسب أنك ستكون في أمان أكثر إن سحقت رأس أستاذ جامعي عجوز جامد الفكر عن أن تمس إصبع أحد أفراد قطيع رجال الكهنوت. يا للنقيض الذي تبدو عليه إنجلترا في مجال التعليم! وجدت دفاعك (مستخدما المصطلح مثل المتدينين المتعصبين القدامى الذين كانوا يقصدون أي شيء إلا الدفاع) عن المحاضرات غاية في البراعة؛ لكن لو كانت لديك كل الحجج التي في العالم إلى جانبك، فهي لن تساوي سلسلة واحدة من محاضرات جيميسون في الجانب الآخر، التي حضرتها سابقا بكل أسف. ورغم أنني قرأت عن «حقول الفحم في أمريكا الشمالية»، فإنني حقا لم ألم قط ولو بالقليل عن مساحتها، وسمكها وموقعها الملائم؛ لم يفاجئني في كتابك شيء أكثر من هذا.
ثمة أجزاء قليلة وجدتها غير متجانسة، لكن لا أعلم ما إذا كان ذلك ذا بال لدرجة ما أم لا. إلا أنني افتقدت، لدرجة كبيرة، وجود بعض العناوين العامة للفصول، كالمكانين أو الثلاثة الأماكن الرئيسية التي قصدت على سبيل المثال. لا يحق لأحد أن يتوقع من المؤلف أن يتبسط في كتاباته لمواكبة الجهل الجغرافي المطبق لدى القارئ؛ لكنني لعدم معرفتي بأي من هذه الأماكن، فقد عانيت من حين لآخر في تتبع مسارك. أحيانا، في بداية أحد الفصول، وفي إحدى الفقرات، تسلك مسارا عابرا كثيرا من الأماكن؛ أي شخص، جاهل مثلي - إن كان هذا ممكنا - سيفضل أن يتجنب مثل هذا الفصل المزعج. لقد نزعت خريطتك، ووجدت راحة كبرى في ذلك؛ فإنني لم أستطع متابعة مسارك المنقوش. أعتقد أن إضافة فراغات من سطر واحد هنا وهناك في الطبعة الثانية، سيكون من قبيل التحسين. بالمناسبة، أنسب لنفسي الفضل في التقليل من الطابع العلمي لكتابي «يوميات الأبحاث» بكتابة كل أسماء الأنواع والأجناس بالحروف الرومانية، كما أن الطباعة تبدو أفضل. تبدو لي كل الصور رائعة، أما الخريطة فهي عمل جدير بالتقدير في حد ذاته. إن كان كتابك «مبادئ» لم يحظ بما حظي به من تقدير عام، كنت سأخشى أن المحتوى الجيولوجي في هذا الكتاب سيكون كبيرا جدا بالنسبة للقارئ العادي؛ وبالطبع تكفل الأسلوب الشديد الوضوح والسهولة بكل ما كان يمكن فعله. من ناحيتي أرى أن الجانب الجيولوجي كان ملخصا ممتازا ومختصرا على أكمل وجه ومبسطا على نحو جيد لكل ما جرى في أمريكا الشمالية، وعلى كل جيولوجي أن يدين لك بالامتنان. وقد بدا لي ملخص الفصل الخاص بشلالات نياجرا الجزء الأروع، كذلك أثار استعراضك لأصل تكوينات العصر السيلوري بالغ شغفي. لقد ميزت عددا كبيرا جدا من الفقرات التي من شأنها أن تفيدني فيما بعد.
Bog aan la aqoon