Charles Darwin: Noloshiisa iyo Waraaqihiisa (Qaybta Koowaad): Iyada oo ay ku jirto Cutub Is-biograafi ah oo uu Qoray Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Noocyada
ليما، يوليو، 1835
عزيزي فوكس
لقد تلقيت اثنين من خطاباتك مؤخرا، أحدهما مرسل في شهر يونيو والآخر في نوفمبر، من عام 1834 (بالرغم من ذلك، فقد وصلا إلي بترتيب عكسي). لقد سررت للغاية بالاطلاع على أحداث هذه السنة الأهم في حياتك. قبل ذلك، لم أعرف سوى أنك قد تزوجت. إنك مسيحي صادق وترد الإساءة بالإحسان؛ إذ أرسلت مثل هذين الخطابين لشخص سيئ في التواصل مثلي. فليباركك الرب على الكتابة إلي بمثل هذا العطف والود؛ لئن كنت أشعر بالسعادة لوجود أصدقاء لي في إنجلترا، فإن هذه السعادة لتصبح مضاعفة إذ أدرك أن هؤلاء الأصدقاء لم ينسوني بسبب الغياب. إن هذه الرحلة طويلة للغاية، وأنا أرغب في العودة بشدة، غير أنني أهاب المستقبل؛ إذ إنني لا أعرف ما الذي سيصبح عليه حالي. إن وضعك الآن يفوق الحسد: إنني لا أجرؤ حتى على أن أتصور مثل هذه الرؤى السعيدة. إن حياة رجل الدين - بالنسبة للشخص الملائم - ستوفر له الاحترام والسعادة. إنك لتغريني بالحديث عن مدفأتك، بالرغم من أنه منظر لا ينبغي لي أن أفكر فيه أبدا. لقد رأيت سفينة تبحر إلى إنجلترا قبل بضعة أيام، وقد كان خطرا أن أعرف مدى سهولة أنني قد أصبح هاربا. وبالنسبة إلى السيدات الإنجليزيات، فقد كدت أن أنسى سماتهن الملائكية الطيبة. أما نساء هذه البلاد، فهن يرتدين القبعات والتنورات الداخلية، وليس بينهن إلا قلة يتمتعن بجمال الوجه، وهذا كل شيء. بالرغم من ذلك، إن لم تتحطم سفينتنا على حيد بحري تعس، فسوف أجلس بجوار المدفأة نفسها في فيل كوتيدج، وأحكي بعض القصص الرائعة، والتي يبدو أنك تنتظرها، والتي أعتقد أنك لست مستعدا للغاية لتصديقها. الشكر لله أن انتظار مثل هذه الأوقات صار أقرب من ذي قبل.
في غضون أسبوعين، سنبحر من «مدينة الملوك» الأكثر بؤسا هذه، ثم نتجه إلى جواياكيل، وجالاباجوس وماركيساس وجزر سوسايتي وغيرها. وأنا أتطلع إلى زيارة جالاباجوس باهتمام أكبر من اهتمامي بأي جزء آخر في الرحلة؛ فهي تزخر بالبراكين النشطة، ويفترض أنها تحتوي على طبقات ثالثية، وهو ما أرجوه. إنني سعيد بسماعي أنك تفكر في البدء في العمل بالجيولوجيا. أتمنى أن تفعل ذلك حقا؛ فمجال التأمل بها أكبر كثيرا من أي فرع من فروع التاريخ الطبيعي الأخرى. لقد أصبحت نصيرا متحمسا لآراء السيد لايل الواردة في كتابه الجدير بالإعجاب. ودراسة الطبيعة الجيولوجية في أمريكا الجنوبية تغريني بأن أذهب بالأمور إلى أبعد مما ذهب هو. إن اختيار البدء بالجيولوجيا هو اختيار ممتاز؛ فهو لا يتطلب شيئا سوى بعض القراءة والتفكير والطرق على الصخور. لقد جمعت مجموعة كبيرة من الملاحظات، غير أنني أشعر بالحيرة دائما بشأن ما إن كانت قيمتها تستحق الوقت الذي بذلته لجمعها، أم أن جمع الحيوانات كان ليعود بقيمة أكيدة أكبر.
سوف أكون سعيدا بالطبع لأن أراك مرة أخرى وأخبرك بمدى امتناني لصداقتنا المستمرة. ليباركك الرب يا عزيزي الغالي فوكس.
خالص مودتي إليك
صديقك المحب
تشاز داروين
من تشارلز داروين إلى جيه إس هنزلو
سيدني، يناير، 1836
Bog aan la aqoon