كيف تجازون المليح قباح؟!
تقول فتاة الحي سعدى التي شكت
وفي القلب نيران وهب رياح.
ورغم وصول هذه الرسالة القصيدة المهربة إلى يد دياب بن غانم الذي استشاط غضبا وحقدا على سعدى، فإنها تمكنت من إيصال رسائلها وشكواها الملتهبة إلى يد السلطان حسن بن سرحان بمقره قرب القيروان.
وأدمت رسائل سعدى المهربة التي تفيض عذابا السلطان حسن، وهي خطيبة ابنه الحبيب مرعي الذي حارب ببسالة ليعود فائزا بزواجها.
كما بكتها عزيزة كثيرا وكذلك الجازية وأبو زيد، الذي عرف عن قرب مدى أصالتها وعنائها في الحفاظ على أرواحهم بسجون تونس.
فقرر السلطان حسن وأبو زيد الركوب إلى دياب رغم مشقة مهامهما، ورغم إخفاء ما يحدث لها عن حبيبها مرعي، ولو استدعى الأمر تجدد الصراع مع دياب من أجل الأميرة سعدى بنة الزناتي.
لكن ما إن اجتمعا بدياب وفاتحاه في موضوع سعدى وتعذيبها وكيف أنها خطيبة مرعي الذي يحارب ببسالة إلى حد إصابته بجرح بليغ، حيث أرسل وهو طريد خطابا لا يسأل فيه سوى عن سعدى وأحوالها؛ حتى ركب دياب رأسه رافضا في إصرار مغيرا الموضوع إلى ما استجد من كوارث وصلته في التو حول استشهاد ابنه الحبيب «موسى» الذي يتسمى باسمه مع ابن أبي زيد «صبرة»، حيث قتل العلام موسى بن دياب انتقاما للزناتي، وقتل الملك الناحر - شقيق الزناتي - صبرة بن أبي زيد.
وهكذا توارت مأساة سعدى أمام ما استجد من كوارث أهاجت أحزان كل من أبي زيد ودياب، بل والسلطان الذي أصيب ابنه مرعي بجرح بالغ.
واتفق ثلاثتهم على خروج دياب وأبي زيد بقواتهما للحرب ومساندة يونس الذي أصبح في وضع المستنجد بهما وهو على تخوم الأندلس.
Bog aan la aqoon