غير مرتبة وجوده ووعاء تحققه ، فالشيء يستحيل أن يكون له وجود إلا في مرتبة وجوده وظرف فعليته ، فإن لكل شيء نحوا خاصا من الوجود ، ومرتبة متعينة من الكون ، مع توابعه ولوازمه من الصفات والأزمنة والأمكنة اللائقة به يقتضيه ، له أسبابه السابقة ، وشرائطه المتقدمة المنبعثة عن وجود المبدأ الأول ، جل كبرياؤه ، ولم يتصور له طور آخر من الكون غير ما هو الواقع حتى يطرأ عليه العدم ، ويرفعه عن ساهرة الأعيان ، أو يقع العدم بدلا عنه في مقامه المفروض له.
* وصل
ومن هنا يظهر أن المعدوم لا يجوز أن يعاد بعينه ؛ لأن الهوية الشخصية المستأنفة إذا كانت بعينها هي الهوية المبتدأة على ما هو المفروض ، فكان الوجود أيضا واحدا ، فإن وحدة الهوية عين وحدة الوجود ، وقد فرض متعددا ، هذا خلف.
على أنه يلزم أن تكون حيثية الابتداء عين حيثية الاستئناف ، مع كونهما متنافيين ، وأن يتخلل العدم بين الشيء ونفسه ، فيكون هو قبل نفسه ، قبلية بالزمان ؛ لاتحاد الهوية والوجود ، وهو بحذاء الدور الذي هو تقدم الشيء على نفسه بالذات.
وأما إعادة الإنسان بعد موته فهو بمعنى إنشائه في نشأة أخرى ، كما قال الله تعالى : ( وما نحن بمسبوقين* على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا
Bogga 81