يوسف مسرة :
أنا لا ألوم الصلبان كما أنني لا أحاول فهم أسراره، وخفاياه؛ لعلمي أن المسألة شخصية تتعلق به دون سواه، ولعلمي أن أخلاق الفنيين، خصوصا الموسيقيين منهم، تختلف عن أخلاق الناس كافة، وليس من الصواب أو العدالة أن نقيس أعمالهم ومآتيهم على المقاييس التي نستخدمها لإدراك أعمال غيرهم، إن الفني، وأعني بالفني ذلك المبدع الذي يخلق لأفكاره، وعواطفه صورا جديدة، هو رجل غريب بين أهله وخلانه، وغريب في وطنه، بل هو غريب عن هذا العالم. الفني يميل شرقا عندما يميل الناس غربا، ويتأثر لعوامل باطنية لا يستطيع هو نفسه أن يبسطها، فهو تعس بين الفرحين، فرح بين التعساء، ضعيف بين القادرين، قادر بين الضعفاء. الفني فوق الشريعة رضي الناس أم غضبوا.
خليل بك :
إن كلام هذا يا يوسف أفندي ، لا يختلف بمعانيه، ومفاده عما جاء في مقالتك عن الفنون الجميلة، واسمح لي أن أقول ثانية: إن الروح الغريبة، الروح الإفرنجية التي تكرز بها ستكون سببا لزوالنا كشعب، واضمحلالنا كأمة.
يوسف مسرة :
هل تحسب أن ما فعله بولس أفندي ليلة أمس مظهرا للروح الإفرنجية التي تنكرها وتكرهها.
خليل بك :
إني أستغرب ما فعله بولس أفندي، أقول ذلك مع الاحترام لشخصه.
يوسف مسرة :
أو ليس للصلبان تمام الحرية أن يفعل بصوته وفنه ما يشاء ومتى يشاء؟
Bog aan la aqoon