Casriga Dahabiga ah ee Suuriyaanka
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Noocyada
راجت عند السريان أسواق الفنون الجميلة كالنقش، والحفر، والتصوير، والزخرفة، والتطريز، والهندسة، والموسيقى، وتجويد الخط، فأتقنوها منذ أقدم العصور وبرعوا فيها، ولعلهم فاقوا غيرهم من الشعوب بما خلفوه من الآثار المستبدعة في الفنون المذكورة، وما برحت بعض معاهدهم القديمة فضلا عن متاحف الشرق والغرب تشتمل على طرائف من تلك الذخائر النفيسة مما يدهش العقول ويبهج الأبصار، وكلها تبرهن عما وهبهم الله - عز وجل - من الحذق والنباهة والإتقان في العمل، وهاك ما تيسر لنا الوقوف عليه من هذا القبيل في مطالعاتنا الكثيرة وأبحاثنا الدقيقة: (1) رداء سنعاري ملكي مطرز بالذهب
مما سطره الكتاب المقدس عن فنون السريان الآراميين رداء سنعاري نفيس ورد ذكره في سفر يشوع بن نون
1
وقال عنه يوسيفس المؤرخ: «هو رداء ملكي موشى بالذهب.»
2
أما سنعار فهي برية بلاد ما بين النهرين، منها خرج إبراهيم إلى أرض كنعان، وكان إبراهيم آراميا كما نص الكتاب المقدس.
3 (2) تصاوير وكتابات آرامية سريانية في كنيس دورا
خلف السريان القدماء آثارا جمة برهنت على براعتهم في التصوير والنقش، لا في أبنيتهم فقط بل في أبنية غيرهم من الشعوب، فمن أروع آثارهم الفنية ما حفظ في كنيس لليهود يرتقي عهد بنيانه إلى السنة 556 للإسكندر، وقد اكتشف ذلك الكنيس في مدينة دورا ونقل بأجمعه إلى دار الآثار بدمشق، فتعهدناه بنفسنا ودهشنا بما شاهدناه فيه من زخرف وجمال وإتقان، ولفتت نظرنا خصوصا تصاوير جميلة وكتابات آرامية قام بها مصور سرياني.
ومما رسمه ذلك المصور بريشته على جدران الكنيس صورة خروج بني إسرائيل من مصر، وصورة موسى الكليم والعليقة الملتهبة في حوريب، وصورة حلم يعقوب أبي الأسباط، وصورة زيارة ملكة سبأ لسليمان الملك. وقد لون المصور السرياني تلك الصور العجيبة بلون أحمر غامق، ونقش أيضا في سقف الكنيس على لوحتين كتابات آرامية سريانية.
4 (3) تصاوير السريان في كنائسهم اللبنانية
Bog aan la aqoon