128

جزاء وكيل التاجر المد بالمد

مفيد ومتلاف سبيل ثرائه

إذا ما غدا أو راح كالجزر والمد

أخالد إن الحمد يبقى لأهله

جمالا ولا تبقى الكنوز على الكد

فأطعم وكل من عارة مستردة

ولا تبقها إن العواري للرد

فأعطاه خالد ثلاثين ألف درهم، وكان قبل ذلك يعيطه في كل وفادة خمسة آلاف درهم، وأمر خالد أن يكتب هذان البيتان الأخيران في صدر مجلسه الذي كان يجلس فيه، وقال ابنه يحيى: آخر ما أوصاني به أبي العمل بهذين البيتين.

ولقد أشرنا في كلمتنا عن الهادي إلى مبلغ إخلاص يحيى بن خالد البرمكي للرشيد في أيام الهادي حينما شرع في خلع هارون من ولاية العهد، وإن الأخبار التي رواها الطبري في سنة سبعين ومائة ناطقة بولاء يحيى وصدق إخلاصه.

ويجدر بنا هنا أن نقتطف موقفين كمثل لمواقف يحيى مع الهادي ذودا عن الرشيد وحقوق الرشيد؛ فإنهما يعطياننا صورة من إخلاص آل برمك للرشيد ومبلغ ما روع به يحيى في سبيل الرشيد.

Bog aan la aqoon