وفي هذه السنة توفي الأمير ابو المظفر باتكين 24 بن عبد الله الرومي احد الامراء الناصرية وكان مملوكا للفيروزجية الاتي ذكرها، عنيت بتربيته فنشأ في الديوان واقام بتكريت مدة، وسلمت اليه البصرة فاقام بها ثلاثا وعشرين سنة فعمر مدارسها، وكانت قد دثرت منها مدرسة للشافعية، ومدرسة للحنفية، ومدرسة للمالكية، وأنشأ مدرسة للطب ومارستانا كان قد خرب وتعطل، وكان جامع البصرة قد احترق في سنة اربع وعشرين وستمائة فعمره احسن عمارة، وانشأ رباطا آخر وكان العلماء، وغيرهم يقصدونه من جميع الافاق، وبنى على [قبر] 25 طلحة بن عبيد الله، وعلى قبر الزبير وبنى سورا على المدينة محكما بالابواب الحديد وأثر بالبصرة اثارا حسنة، وعدل في اهلها، وكان حسن السيرة مع ما يأخذ نفسه به من العبادة والتنسك وتلاوة القرآن المجيد والمذاكرة في العلوم لا سيما علم الادب والسير والتاريخ والاخبار والاشعار وكان يقول شعرا فصيحا توفي يوم ثالث عشر شوال من السنة المذكورة. 26.

وفيها توفيت السيدة الجليلة عايشة 27 بنت الامام المستنجد بالله ابي المظفر بن يوسف بن الامام المقتفي لأمر الله ابي عبد الله محمد بن الامام المستظهر بالله، وكانت كبيرة القدر كثيرة الخير، شائعة المعروف، رأت من الخلفاء ستة متناسقين ومن اولادهم واولاد اولادهم من الذكور خاصة نيفا وسبعين كلهم لها محرم فأما الخلفاء فابوها المستنجد بالله واخوها المستضيء وابن اخيها الناصر وابنه الظاهر والمستنصر بن 28 الظاهر وابنه المستعصم بن المستنصر ورأت من اولاد المستنجد 162 أ/ بالله ثلاثة نفر وهم اخوتها واولاد المستضيء اربعة وهم بنوا أخيها، واولاد الناصر اثنان وهما ابو الحسن علي ورأت له ولدين واخوه الظاهر ابو نصر وأولاده سبعة بنين واولادهم نيف وثلاثون ابنا ورأت للمستنصر بالله اثنين وهما المستعصم واخوه عبد العزيز ورأت للمستعصم ثلاثة بنين ولعبد العزيز ابنين. وكان الظاهر والمستنصر والمستعصم يعظمونها لدينها ويحترمونها توفيت ثالث عشر ذي الحجة من السنة المذكورة.

Bogga 514