232

Casjad Masbuk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Noocyada

وفي هذه السنة، قبض 37 الملك الاشرف على الحاجب حسام الدين علي بن حماد وكان نائبه على مدينة 38 خلاط والحاكم فيها، ولم يعلم السبب الموجب لذلك، لانه كان ناصحا له حافظا لبلاده، حسن السيرة مع رعيته، وكان الاشرف مشفقا عليه وكان شجاعا عالي الهمة، كثير الخير والاحسان لا يمكن احدا من الظلم، وعمل كثيرا من اعمال الخير من الخانات في الطرق والمساجد في البلاد، وبنى بخلاط بيمارستانا 39 وجامعا واصلح كثيرا من الطرق التي يشق سلوكها. وكان الذي قبضه مملوك للأشرف اسمه ايبك ثم قتله غيلة، لعداوة كانت بينهما، فلما قتل ظهر اثر كفايته 40 ولم يمهل الله ايبك بل انتقم الله منه وقتله سريعا، وذلك ان جلال الدين سار الى مدينة خلاط بعد قتل الحسام الحاجب فحاصرها حصارا شديدا وضيق على اهلها ضيقا عظيما وبسط اهل خلاط السنتهم بسببه وأسرفوا في شتمه فأخذه اللجاج عليهم، واقام محاصرا لهم جميع الشتاء، وهي اشد البلاد بردا واكثرها ثلجا ونصب عليها عدة منجنيقات ولم يزل يرميها بالحجارة حتى اخرب السور فشرعوا في عمارته، وكان الكامل على حران فاقام البرك في الطريق خوفا من الخوارزمية. وتوجهت طائفة منهم الى ميافارقين فالتقاهم 41 المظفر غازي بن العادل ولم يزل جلال الدين مجدا في حصار خلاط حتى افتتحها في العام المقبل، وكان مسيره اليها في شوال من السنة المذكورة، فاقام الى شهر جمادى [الاولى] 42 سنة سبع 43 وعشرين، حتى ملكها عنوة، وقهرا يوم الثامن والعشرين من جمادى الاولى فلما ملكها صعد الامراء القلعة وامتنعوا بها، فوقع السيف في اهل البلد فقتل من لقيه منهم ، وكانوا قد افترقوا من طول الحصار وشدة الجوع، وعدمت الاقوات فأكلوا الغنم ثم البقر ثم الجواميس ثم الخيل ثم البغال ثم الحمير ثم الكلاب والسنانير 44 حتى قيل انهم كانوا يصطادون الفأر ويأكلون. وصبروا صبرا عظيما ولم يملك جلال الدين من بلاد خلاط غيرها فخربها واكثر القتل وسبى الحريم واسترق الاولاد ونهب الاموال، وجرى على اهلها ما لم يسمع بمثله ثم ان الله تعالى قاصصه فجرى عليه من الهزيمة من المسلمين 144 / ب/والتتر ما لا يمكن شرح بعضه، وأسر جلال الدين جماعة من الامراء فيهم ايبك فاستوهبه مملوك من مماليك الحاجب. وكان قد هرب الى جلال الدين فوهبه له جلال الدين، فقتله بصاحبه ولما اصطلح الاشرف وجلال الدين اطلق باقي الامراء المأسورين عنده.

Bogga 438