Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Noocyada
وفي هذه السنة ملك 71 نجم الدين ايوب بن العادل أبي بكر بن ايوب مدينة خلاط وكان قد ملكها بلبان كما ذكرنا 72، فسار اليه نجم الدين ايوب بن العادل فهزمه بلبان فعاد الى بلاده ميافارقين وجمع العساكر وسير اليه ابوه جيشا فقصد خلاط مرة ثانية فخرج اليه بلبان فتصافا واقتتلا فانهزم بلبان فدخل خلاط واعتصم بها وارسل الى طغرل شاه بن قلج أرسلان يستنجده على نجم الدين فحضر بنفسه في جمع كثير من عسكره فانهزم نجم الدين عنهما فغدر طغرل شاه بصاحب خلاط طمعا في البلاد وسار الى خلاط فمنعه اهلها وسار الى ملاز 73 كرد فرده اهلها ايضا فعادوا الى بلده فارسل اهل خلاط الى نجم الدين يستدعونه، فحضر عندهم فملكوه خلاط واعمالها، وكره الملوك المجاورون له ملكها خوفا من ابيه. فتابعوا الغارات على اعمال خلاط، فلقي اهل خلاط من ذلك اذى شديدا فاعتزل جماعة من عسكر خلاط وخالفوا على نجم الدين، واجتمع اليهم غيرهم وملكوا 74 مدينة أرجيش 75 فاستنجد نجم الدين اباه العادل، فسار اليه في جمع كثيف فضعف اولئك عن مقاومتهم فسلموا البلاد صلحا وعاد الاشرف الى بلده حران والرها واقام نجم الدين اياما، ثم سار الى ملازكرد ليقرر قواعدها فلما فارق خلاط وثب اهلها على بقية العسكر فاخرجوهم من المدينة وحصروا القلعة، فبلغ نجم الدين [ذلك] 76 فعادوا اليهم وقد وافاه عسكر من الجزيرة فحصر المدينة اياما، فاختلف 77
اهلها، فمال اليه بعضهم فملكها، وقتل خلقا كثيرا واسر جماعة من اعيان اهل البلد، فسيرهم الى ميافارقين فسجنهم بها، وكان كل يوم يأمر بقتل جماعة منهم حتى لم يبق منهم الا القليل، فذل اهل خلاط بعد هذه الوقعة. 78.
وفي هذه السنة غارت 79 الفرنج على مدينة حمص، وكانوا في جمع كثير فلم يكن لصاحبها أسد الدين شيركوه 118 أ/بن محمد شيركوه بهم طاقة فاستنجد الظاهر غازي 80 بن يوسف صاحب حلب فانجده بعسكر اقاموا عنده، ومنعوا الفرنج عن البلاد، وفيها خرج العادل من مصر في عسكر كثيف، وقصد مدينة عكا، فصالحه صاحبها على قاعدة استقرت، واطلاق اسرى من المسلمين ثم سار الى حمص 81.
Bogga 320