Carais Bayan
عرائس البيان في حقائق القرآن
Noocyada
عندهم آمنوا بعد ذلك رسما لا حقيقة ، فلما لم يصلوا إلى شيء من مقامات القوم وكراماتهم ارتدوا ، وصاروا منكرين على القوم وعلى مقاماتهم ، وزاد إنكارهم على الإنكار حين رجعوا إلى اللذات والشهوات ، واختاروا الدنيا على الآخرة ، ويقولون عند الخلق إن هؤلاء ليسوا على الحق ، ويطعنونهم ، يقعون في تمزيقهم وغيبتهم حتى تضيق صدور القوم عليهم ، وأن الله سبحانه ينتقم منهم بأن يشغلهم بجمع المال والرئاسة ، ولا يرشدهم بعد ذلك إلى سبيل الرشاد ، وتبقى على وجوههم سمات الخسران ، ويحترقون غدا عندهم في وسط النيران ، وهذا وصف أهل زماننا من المنكرين الذين كان عندهم بالإرادة الإيمان بنا وبأحوالنا.
قال الأستاذ : إن الذين تبدلت بهم الأحوال فقاموا وسقطوا ثم تغشوا وعثروا ثم ختم بالسوء أحوالهم أولئك الذين قصمتهم سطوات العزة حكما ، وأدركتهم شقاوة القسمة خاتمة وحالا ، الحق تعالى لا يهديهم لقصد ولا يدلهم على رشد.
( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا (139) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا (140) الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا (141) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142) مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا (143) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا (144) إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا (145) إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما (146) ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما (147))
قوله تعالى : ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) أعلم الحق سبحانه أن
Bogga 284