المعرفة الخامسة عشرة
قال أهل الإسلام كافة: ليس أحد بقادر على إصلاح حياته، وتأخير وفاته لا إلى مائة وعشرين ولا إلى أقل ولا إلى أكبر، وأنه لا يقدر على تقديم الموت وتأخيره إلا الله تعالى.
وقالت المطرفية: بل الإنسان يقدر على تأخير عمره إلى مائة وعشرين بإصلاح معيشته وغذائه، ومعرفة دائه من دوائه، وأن الإنسان لو لم يفرط في ذلك ما مات إلا لمائة وعشرين، وخالفوا بذلك قول المسلمين، وزادوا به على كفر الكافرين، فإن كل غافل يعلم بالضرورة أن زيادة العمر ونقصانه لا تحصل على قصده وداعيه، ولا تنتفي بحسب كراهته وصارفه، ولا يتعلق به لا نفي ولا إثبات، ولا مدح ولا ذم، وعلى هذا قال تعالى: {إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}[الأعراف:34] وقال تعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}(1)، ولبعض الموحدين شعرا:
ما للطبيب يموت بالداء ... الذي قد كان يبري
مثله فيما مضى:
إلا لأن الخلق يحكم فيهم ... من لا يرد ولا يعقب ما قضى
Bogga 11