المعرفة الرابعة عشرة
قال أهل الإسلام كافة: إن ما نقص من الأعمار عن مائة وعشرين أو زاد فإنه من فعل الله رب الأرباب.
وقالت المطرفية: إن ما نقص عن مائة وعشرين سنة فإنه ليس من فعل الله تعالى ولا إرادته، ولا من قصده ولا مشيئته.
روى الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام أن رجالا من كبارهم بصوت جهيرا: أنا كافر برب يميت الأطفال، ولم يختلف المسلمون أن من قال ذلك فهو من المشركين الكفار، ومذهبهم هذا هو مذهب الفلاسفة والطبائعية وهو باطل؛ لأن ما يدل على أن الموت والحياة من الله تعالى يدل على أن ................................... قال تعالى: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء}[الروم:40] ولأنه قد ثبت أن كثيرا من الأعمار زادت على مائة وعشرين، فإن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وفيها ما قد نقص، وقد قال تعالى: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب}[فاطر:11].
وروى الإمام أحمد بن سليمان أن شيخا كبيرا منهم يقال له عبد الحميد قال له: ما عدل الله في أن يميت أخي صغيرا فيدخله الجنة، ويعمرني شيخا كبيرا حتى يصيرني في النار، فاعترض على الله تعالى في حكمته.
Bogga 10