68

الناس وأولاهم به.

وقال الحباب بن المنذر : فمنا أمير ومنكم أمير!

فقال عمر بن الخطاب : هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد ، إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم.

فقام الحباب وقال : لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من الأمر!

فقال أبو بكر : منا الأمراء. وأنتم الوزراء.

ونادى أبو عبيدة : يا معشر الأنصار ، إنكم كنتم أول من نصر ، فلا تكونوا أول من غير وبدل.

وقال عبد الرحمن بن عوف : يا معشر الأنصار ، إنكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي!

فقال المنذر بن أرقم : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإن فيهم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد! يعني علي بن أبي طالب.

فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ما اجتمعت عليه الأنصار من تأمير سعد وكان حاسدا له قال : إن محمد (ص) رجل من قريش وقومه أحق بميراث أمره ..!

فقام أبو بكر وقال : هذا عمر وأبو عبيدة ، بايعوا أيهما شئتم.

فقالا : والله لا نتولى هذا الأمر عليك ، أبسط يدك حتى نبايعك ، فلما بسط يده وذهبا يبايعانه سبقهما بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير ، عقك عقاق والله ما اضطرك إلى هذا الأمر إلا الحسد لابن عمك!

قال البراء بن عازب وكان خارج السقيفة : فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده

Bogga 69