67

النبي (ص) مسجى على فراشه في بيته وعلي (ع) منهمك في تجهيزه إذ سمع صوت دون أن يرى شخص ، يقول : السلام ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ، وأن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور. إن في الله خلفا من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، عظم الله أجوركم والسلام ورحمة الله (1) وكان المتكلم جبرائيل (ع). وصار المسلمون يدخولون عليه أرسالا يودعونه ، حتى إذا فرغ الرجال أدخل النساء ، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان ، ثم أدخل العبيد (2) يودعون المنقذ العظيم وهم بين ذاكر لله ، وبين متمتم بأسمى آيات الإجلال والإعظام ، وبين مرسل دموعه الحرى بهدوء وهم يصلون عليه ويسلمون تسليما كما أوصاهم (ص).

في هذه اللحظات الرهيبة كان الأنصار يجتمعون في سقيفة بني ساعدة وقد أجلسوا سعد بن عبادة الخزرجي وعصبوه بعصابة وثنوا له وسادة وهم يريدون أن يبايعوه.

مما أثار حفيظة الأوس وأيقض الفتنة بينهم وبين الخزرج ، تلك الفتنة التي أطفأ الإسلام نائرتها ، كما أثار حفيظة المهاجرين فحين علم أبو بكر وعمر باجتماعهم أتوا مسرعين فنحوا الناس عن سعد ، وقالوا : « يا معاشر الأنصار! منا رسول الله ، فنحن أحق بمقامه » (3).

وقال سعد بن عبادة مخاطبا قومه : فشدوا يديكم بهذا الأمر فإنكم أحق

Bogga 68