فقالت القدرية: إن العبد لا يعلم أن الله تعالى تعبده بشيء من الطاعة حتى ينفصل منها لأجل أنه قد يوز أن يعرض له عارض فيفسد عليه ذلك العمل ويكون قد علم ما لم يعلم، أو يعلم الله تعالى أنه يموت قبل الفراغ من ذلك العمل فيخرج اعقاده غير صحيح. فإذا فرع منه وفعله على الحالة المأمور بها نهاك يلزمه أن يعلمه أنه طاعة/ وأنه فريضه.
والرد على هؤلاء: قيام الجهل بهم إلى الآن لأنهم لا يدرون ما يفسده مما لا يقفون عليه ويظهر بعد حين وربما لا يظهر إلى يوم القيامة.
وقالت الأشعرية: عليه أن يعلم أن الله تعالى، ولو علم الله تعالى أنه لا يستتمها أو تنقض عليه. وإنما عليه العزم والإعتقاد والامتثال وإنما يكلف في هذا الظاهر ولو كلفنا الباطن لما صح لنا علم بفرض الله تعالى ولا قطعنا. والذي عليها أن نعلمه أنه فرض عليها قطعا. فجميع أعمال القلوب بيننا وبينه؛ وأما ما بيننا فإنما كلفنا فيه الظاهر وتمتثل ونعتقد وأما في أعمال الجوارح ففي الصلاة علينا أن نعلم أوقات الصلاة وأن نعلم وقت الصبح ووقت الظهر والعصر والمقرب والعشاء ألا أن يلتبس به ما نرجع به إلى الإجتهاد/ كالغيم وغيره وهو قول المسلمين، وقالوا: وقد كلف الله العباد فعل العبادات والإخلاص والنية. قال عز من قائل: { وما أمروا......... القيمة } (¬1) فهمها عملوا وفعلوا برئت الذمم. وليت شعري عمن يقول ليس عليهم أن يعلموا أنها
فرائض هل يحط عنهم أن يعلموا أنها طاعات أم لا؟ أو مأمور بها أم لا؟ وهكذا ايضا قول (ابن) (¬2) يزيد الغزاري على قول القدرية. والصحيح ما قاله المسلمون والأشعرية. وسألوا وقالوا: هل يجوز على الله أن يفرض فرائض يعلم أنها لا نؤديها بموت يخترمنا أو بفساد يدخل عليها يعلم به هو ولا نعلم به نحن؟.
Bogga 104