Cabd Rahman Kawakibi
عبد الرحمن الكواكبي
Noocyada
والآخر تربية الناشئين في المدارس ومعاهد التعليم، وتزويدهم بما ينفعهم وينفع أمتهم في أعمالهم الخاصة وأعمالهم المشتركة.
وعنده أن الحكومات المنتظمة - كما قال في طبائع الاستبداد - «تتولى ملاحظة تربية الأمة من حين تكون في ظهور الآباء، وذلك بأن تسن قوانين النكاح ثم تعتني بوجود القابلات والملقحين والأطباء، ثم تفتح بيوت الأيتام اللقطاء، ثم المكاتب والمدارس للتعليم من الابتدائي الجبري إلى أعلى المراتب، ثم تسهل الاجتماعات وتمهد المراسح وتحمي المنتديات وتجمع المكتبات والآثار، وتقيم النصب المذكرات، وتضع القوانين للمحافظة على الآداب والحقوق، وتسهر على حفظ العادات القومية وإنماء الإحساسات الملية، وتقوي الآمال وتيسر الأعمال وتؤمن العاجزين عن الكسب من الموت جوعا، إلى أن تقوم باحتفالات جنائز ذوي الفضل على الأمة ...»
وقد ألف الكواكبي «أم القرى» قبل تأليفه «طبائع الاستبداد»، فأحصى بلسان المسلم الإنجليزي بعض مقومات التربية التي يعنى بها الغربيون، وهي بعبارته:
تخصيصهم يوما في الأسبوع للبطالة والتفرغ من الأشغال الخاصة؛ لتحصل بين الناس الاجتماعات وتنعقد الندوات، فيتباحثون ويتناجون.
وتخصيصهم أياما يتفرغون فيها لتذاكر مهمات الأعمال لأعاظم رجالهم الماضين تشويقا.
وإعدادهم في مدنهم ساحات ومنتديات؛ تسهيلا للاجتماع والمذاكرات وإلقاء الخطب وإبداء التظاهرات.
وإيجادهم المتنزهات الزاهية العمومية، وإجراء الاحتفالات الرسمية والمهرجانات بقصد السوق للاجتماعات.
وإيجادهم محلات التشخيص المعروف بالكوميديا والتياترو بقصد إراءة العبر واسترعاء السمع للحكم والوقائع، ولو ضمن أنواع من الخلاعة التي اتخذت شباكا لمقاصد الجمع والأسماع ويعتبرون أن نفعها أكبر من الخلاعة.
ومنها اعتناؤهم غاية الاعتناء بتعميم معرفة تواريخهم الملية المفصلة المدمجة بالعلل والأسباب لحب الجنسية.
ومنها حرصهم على حفظ العاديات المنبهة وادخار الآثار القديمة المنوهة واقتناء النفائس المشعرة بالمفاخر.
Bog aan la aqoon